و بعض الثوابت[1]. فصابئة النبط و الفرس و الروم:
مفزعها السيارات، و صابئة الهند:
مفزعها الثوابت.
و سنذكر مذاهبهم على
التفصيل، على قدر الإمكان، بتوفيق اللّه تعالى، و ربما نزلوا عن الهياكل إلى
الأشخاص التي لا تسمع و لا تبصر، و لا تغني عنهم شيئا.
و الفرقة الأولى هم عبدة
الكواكب، و الثانية هم عبدة الأصنام.
و لما كان الخليل عليه
السلام مكلفا بكسر المذهبين على الفرقتين، و تقرير الحنيفية السمحة السهلة، احتج
على عبدة الأصنام قولا و فعلا، كسرا من حيث القول، و كسرا من حيث الفعل. فقال
لأبيه آزر: يا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ ما لا يَسْمَعُ وَ لا يُبْصِرُ وَ لا
يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً[2]
الآيات حتى بلغ فَجَعَلَهُمْ جُذاذاً إِلَّا كَبِيراً لَهُمْ[3] و ذلك إلزام من حيث الفعل، و إفحام من
حيث الكسر. ففرغ من ذلك كما قال اللّه تعالى:
وَ تِلْكَ حُجَّتُنا آتَيْناها إِبْراهِيمَ عَلى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ
نَشاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ[4].
و ابتدأ بإبطال مذاهب عبدة
الكواكب على صيغة الموافقة كما قال تعالى:
وَ كَذلِكَ نُرِي
إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ[5] أي كما آتيناه الحجة كذلك
- السيارات السبع و هي
زحل و المشتري و المريخ و الشمس و الزهرة و عطارد. و لكن علم الفلك يذهب إلى أن
الكواكب هي التي تدور حول الشمس و هي ثمانية: نبتون و أورانوس و زحل و المشتري و
المريخ و الأرض و الزهرة و عطارد و بين المريخ و المشتري سيارات صغيرة كثيرة العدد
أطلق عليها اسم النجيمات. (بسائط علم الفلك ص 48 و عقائد آل محمد ص 23).
[1] الثوابت: هي
النجوم، و كل نجم منها شمس كبيرة مثل شمسنا أو أكبر منها مرارا. (بسائط علم الفلك
ص 76).