responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسماء و الصفات نویسنده : البيهقي، أبو بكر    جلد : 1  صفحه : 645

وَ فَرِحُوا بِها [1] أي سروا، و هذا الوصف غير لائق بالقديم، لأن ذلك خفة تعتري الإنسان إذا كبر قدر شي‌ء عنده فناله فرح لموضع ذلك، و لا يوصف القديم أيضا بالسرور لأنه سكون لوضع القلب على الأمر إما لمنفعة في عاجل أو آجل، و كل ذلك منفي عن اللّه سبحانه.

(و منها) الفرح بمعنى البطر و الأشر و منه قول اللّه سبحانه‌ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ‌ [2] و منه قوله‌ إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ [3] و منه الفرح بمعنى الرضا و منه قول اللّه عز و جل‌ كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ‌ [4] أي راضون.

و معنى قوله: للّه أفرح أي أرضى و الرضا من صفات اللّه سبحانه، لأن الرضى هو القبول للشي‌ء و المدح له و الثناء عليه، و القديم سبحانه قابل للإيمان من مزك و مادح له و من على المرء بالإيمان ليجوز وصفه بذلك.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد الصفار نا ابن ملحان نا يحيى بن بكير نا الليث عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي عبيدة كذا قال عن سعيد بن يسار أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لا يتوضأ أحدكم فيحسن وضوءه و يسبغه ثم يأتي المسجد لا يريد إلا الصلاة فيه إلا تبشبش اللّه به كما يتبشبش أهل الغائب بطلعته» قال أبو الحسن بن مهدي قوله «تبشبش اللّه» بمعنى رضي اللّه، و للعرب استعارات في الكلام، ألا ترى إلى قوله‌ فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَ الْخَوْفِ‌ [5] بمعنى الاختبار، و إن كان أصل الذوق بالفم، و العرب تقول ناظر فلانا و ذق ما عنده، أي تعرف و اختبر، و اركب الفرس و ذقه.

قال الشيخ و قد مضى في حديث أبي الدرداء «يستبشر» و روى ذلك أيضا في حديث أبي ذر و معناه يرضى أفعالهم و يقبل نيتهم فيها.

و اللّه أعلم‌


[1] سورة يونس آية 22.

[2] سورة القصص آية 76.

[3] سورة هود آية 10.

[4] سورة الروم آية 32.

[5] سورة النحل آية 112.

نام کتاب : الأسماء و الصفات نویسنده : البيهقي، أبو بكر    جلد : 1  صفحه : 645
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست