responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسماء و الصفات نویسنده : البيهقي، أبو بكر    جلد : 1  صفحه : 633

الذي يعتري البشر عند ما يستخفهم الفرج، أو يستنفزهم الطرب، غير جائز على اللّه عز و جل، و هو منفي عن صفاته، و إنما هو مثل ضربه لهذا الصنيع الذي يحل محل العجب عند البشر، فإذا رأوه أضحكهم، و معناه في صفة اللّه تعالى عز و جل الإخبار عن الرضا بفعل أحدهما، و القبول للآخر و مجازاتهما على صنيعهما الجنة، مع اختلاف أحوالهما و تباين مقاصدهما. قال و نظير هذا ما رواه أبو عبد اللّه البخاري في موضع آخر من هذا الكتاب، يعني ما أخبرنا محمد بن عبد اللّه الحافظ أخبرني أبو عبد اللّه محمد بن يعقوب حدثنا يحيى بن محمد نا مسدد نا عبد اللّه بن داود عن فضيل بن غزوان عن أبي حازم عن أبي هريرة رضي اللّه عنه «أن رجلا أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم فبعث إلى نسائه فقلن ما عندنا إلا الماء، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «من يضيف هذا؟ فقال رجل من الأنصار أنا، فانطلق به إلى امرأته فقال أكرمي ضيف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقالت ما عندنا إلا قوت الصبيان، فقال هيئي طعامك و أصلحي سراجك و نوّمي صبيانك، إذا أرادوا العشاء، فهيأت طعامها، و أصلحت سراجها و نوّمت صبيانها، ثم قامت كأنها تصلح سراجها فأطفأته، و جعلا يريانه كأنهما يأكلان، فباتا طاويين، فلما أصبح غدا على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال لقد ضحك اللّه الليلة- أو عجب- من فعالكما، و أنزل اللّه عز و جل‌ وَ يُؤْثِرُونَ عَلى‌ أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ [1]. رواه البخاري في الصحيح عن مسدد. و أخرجه أيضا من حديث أبي أسامة عن فضيل، و أخرجه مسلم من أوجه أخر عن فضيل. و قال بعضهم في الحديث عجب، و لم يذكر الضحك. قال البخاري معنى الضحك الرحمة، قال أبو سليمان قول أبي عبد اللّه قريب، و تأويله على معنى الرضا لفعلهما أقرب و أشبه، و معلوم أن الضحك من ذوي التميز يدل على الرضا و البشر، و الاستهلال منهم دليل قبول الوسيلة، و مقدمة إنجاح الطلبة، و الكرام يوصفون عند المسألة بالبشر و حسن اللقاء، فيكون المعنى في قوله يضحك اللّه إلى رجلين» أي نجزل العطاء لهما لأنه موجب الضحك و مقتضاه قال زهير:


[1] رواية الإمام البخاري في كتاب مناقب الأنصار 10 باب قول اللّه عز و جل‌ وَ يُؤْثِرُونَ عَلى‌ أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ سورة الحشر آية 9، 3798 بسنده عن أبي هريرة رضي اللّه عنه أن رجلا أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم و ذكره.

نام کتاب : الأسماء و الصفات نویسنده : البيهقي، أبو بكر    جلد : 1  صفحه : 633
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست