نام کتاب : الأسماء و الصفات نویسنده : البيهقي، أبو بكر جلد : 1 صفحه : 629
أخبرناه أبو طاهر الفقيه
أنا أبو طاهر المحمدآباذي أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن عبد اللّه السعدي أنا يزيد
بن هارون أنا حميد الطويل عن أنس بن مالك رضي اللّه عنه قال: «إن رسول اللّه صلى
اللّه عليه و سلم رأى نخامة في قبلة المسجد فحكها بيده فرأى في وجهه شدة ذلك عليه،
فقال صلى اللّه عليه و سلم: «إن العبد إذا صلى فإنما يناجي ربه، أو ربه فيما بينه
و بين القبلة فإذا بصق أحدكم فليبصق عن يساره، أو تحت قدمه، أو يفعل هكذا- ثم بزق
في ثوبه- و ذلك بعضه ببعض قال يزيد و أرانا حميد».
أخرجه البخاري في الصحيح
من وجهين آخرين عن حميد[1].
قال أبو سليمان الخطابي
رحمه اللّه: «فإن اللّه تعالى قبل وجهه» تأويله أن القبلة التي أمره اللّه تعالى
بالتوجه إليها للصلاة قبل وجهه، فليصنها عن النخامة و فيه إضمار و حذف و اختصار،
كقوله تعالى وَ أُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ[2] أي حب العجل، و كقوله وَ سْئَلِ
الْقَرْيَةَ[3] يريد أهل القرية، و مثله في الكلام
كثير، و إنما أضيف تلك الجهة إلى اللّه تعالى على سبيل التكرمة، كما قيل بيت اللّه
و كعبة اللّه، في نحو ذلك من الكلام، و قال في قوله «ربه بينه و بين القبلة» معناه
أن توجهه إلى القبلة مغصن بالقصد منه إلى ربه، فصار في التقدير كأن مقصوده بينه و
بين قبلته، فأمر بأن تصان تلك الجهة عن البزاق و نحوه، و قال أبو الحسن بن مهدي
فيما كتب لي أبو نصر بن قتادة من كتابه: معنى قوله صلى اللّه عليه و سلم «إن اللّه
قبل وجهه» أي إن ثواب اللّه لهذا المصلى ينزل عليه من قبل وجهه، و مثله قوله «يجيء
القرآن بين يدي صاحبه يوم القيامة» أي يجيء ثواب قراءته القرآن.
قال الشيخ: و حديث أبي ذر
يؤكد هذا التأويل.
[1] الحديث أخرجه
البخاري في كتاب الصلاة 34- 36- 38 و أخرجه الإمام مسلم في كتاب الزهد 74 و
النسائي في المساجد 32 و الدارمي في الصلاة 116 و أحمد بن حنبل في المسند 3: