فأخبر بأن الخلق صار مكونا
مسخرا بأمره، ثم فصل الأمر من الخلق فقال: أَلا لَهُ
الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ[2].
قال سفيان بن عيينة: بين
اللّه (تعالى) الخلق من الأمر فقال: أَلا لَهُ الْخَلْقُ
وَ الْأَمْرُ[3].
و قال: الرَّحْمنُ* عَلَّمَ الْقُرْآنَ* خَلَقَ الْإِنْسانَ* عَلَّمَهُ
الْبَيانَ[4].
فلم يجمع القرآن مع
الإنسان في الخلق، بل أوقع اسم الخلق على الإنسان، و التعليم على القرآن. و قوله
(جل و علا): إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ
كُنْ فَيَكُونُ[5]. فوكد القول بالتكرار، و وكد المعنى
بإنما.
و أخبر أنه إذا أراد خلق
شيء، قال له: «كن». و لو كان قوله مخلوقا، لتعلق بقول آخر، و كذلك حكم ذلك القول
حتى يتعلق بما لا يتناهى. و ذلك يوجب استحالة وجود القول. و ذلك محال. فوجب أن
يكون القول أمرا أزليا