نام کتاب : استقصاء النظر في القضاء و القدر نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 93
فيهم و تحقّقه، و لو
أسمعهم في نفس الأمر، لا على تقدير علم الخير فيهم لتولّوا و هم معرضون، و التقدير
أنّهم غير مؤمنين في نفس الأمر، فيكون الاستماع في نفس الأمر مجامعا لعدم الخير
فيهم، الملزوم لعلم عدم الخير، لأنّه تعالى يعلم الأشياء على ما هي عليه، و حينئذ
يظهر عدم اتّحاد الوسط بين المقدّمتين.
الثاني:
المنع من حصول شرائط
القياسيّة هنا، لأنّ هذا القياس من الشكل الأوّل، و شرطه[1] كلّية الكبرى، و هذا الشرط منتف هنا، لأنّ «لو» يدلّ على مطلق
الاتّصال مع الدّلالة على عدم المقدّم، و لا يدلّ على حصر القضيّة، و لا على كلّيّتها
و جزئيّتها، و إذا لم يكن هنا دليل على كلّيّة المتّصلة كانت مهملة، و هي في قوّة
الجزئيّة، و إذا كانت الكبرى جزئيّة لم يحصل الإنتاج لفوات شرطه؛ و لأنّ الكبرى
دلّت على الملازمة بين إسماعهم و تولّيهم، و لا يجوز أن تثبت هذه الملازمة على
تقدير مقدّم الصغرى الّذي هو ملزوم لتاليها، لأنّ فرض مقدّم الصغرى و هو علم
الخير، فرض لثبوت الخير، فإنّ العلم تابع للمعلوم، و إنّما يتحقّق التابع بعد
تحقّق المتبوع، و على تقدير ثبوت الخير و تحقّقه لا يكون الاستماع الثابت على
تقديره ملزوما لتولّيهم، لأنّه عدم الخير، و إذا لم تثبت الملازمة على تقدير مقدّم
الصغرى كانت جزئيّة، فلا يكون شرط الإنتاج حاصلا.