نام کتاب : استقصاء النظر في القضاء و القدر نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 86
قد عرفت أنّ العلم إمّا
تصوّر و إمّا[1] تصديق، و كلّ واحد منهما إمّا ضروري
و إمّا كسبي. فالضروري من التصوّرات ما لا يتوقّف على طلب و كسب، كتصوّر الحرارة و
البرودة و غيرهما. و الكسبي ما يتوقّف، كتصوّر الملك و الجنّ و غيرهما.
و الضروري من التصديقات
ما يكفي في حصوله تصوّر الطرفين. و الكسبي ما يفتقر معهما إلى وسط.
و العلم التصديقي يطلق
بالحقيقة على الجامع لامور ثلاثة: الجزم، و المطابقة، و الثبات؛ و بالمجاز على
مطلق الاعتقاد الشامل للعلم، و التقليد[2] و الجهل المركّب، و الظنّ.
و الزيادة في العلم
بالمعنى الحقيقي إنّما تتحقّق باعتبار المتعلّقات، أمّا بمعنى التعلّقات فلا، لأنّ
الزيادة إنّما تتحقّق مع تحقّق التفاوت، و لا يتحقّق التفاوت في الأطراف، لأنّ طرف
الشيء نهايته، و النهاية لا تقبل القسمة، و إلّا لكان الآخر[3] من القسمين هو الطرف، لا الأوّل، و إنّما يتحقّق في الأوساط
لتعدّد المراتب فيها.
نعم قد يمكن بوجه من
الاعتبار حصول الزيادة فيها باعتبار الخفاء و الجلاء في التصوّرات الّتي تضمّنتها
التصديقات، و لكن ذلك في الحقيقة راجع إلى زيادة المتعلّقات، لأنّ التصوّرات
متعلّقة بالمتصوّرات، فزيادتها و نقصانها ممكن لقبولها الشدّة و الضعف؛ فالتصوّر
بالحدّ الحقيقي أشدّ (من التصوّر بالحدّ الناقص، و التصوّر بالحدّ الناقص أشدّ)[4] من التصوّر بالرسوم، و التصوّرات