نام کتاب : استقصاء النظر في القضاء و القدر نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 83
المقدّمة الرابعة في أنّ
المانع من التعقّل هو المادّة
الّذي استقرّ عليه رأي
الفلاسفة أنّ المادّة مانعة من التعقّل، أمّا أوّلا، فلأنّ المادّة ذات وضع، و
التعقّل إنّما هو للصور الكلّيّة، و لا حلول للكلّي غير[1] ذي الوضع في الجزئي ذي الوضع، و إلّا لكان له وضع مع فرض تجرّده،
و هذا خلف.
و أمّا ثانيا، فلأنّ
التعقّل هو الحصول، و الحاصل في المادّة ليس حاصلا لنفسه بل لغيره فلا يكون عاقلا
لنفسه،. إنّما يحصل التعقّل للامور المتعالية عن الموادّ و الأوضاع، و تلك هي
«المجرّدات» كالعقول و النّفوس الفلكيّة و الإنسانيّة.
المقدّمة الخامسة في
اختلاف النّفوس البشريّة في الذكاء
التجربة و الزمان[2] متطابقان عليه، فإنّا نجد في أشخاص
النّوع الإنساني من بلغ في البلادة و جمود الذهن إلى حدّ يعجز عن إدراك أظهر
الأشياء و أوضحها، و نجد فيهم من بلغ في الذكاء و الفطنة إلى استخراج المطالب
بالحدس الصائب، فليس ببعيد حصول مرتبة- هي أشرف المراتب في جميع المطالب و هي
مرتبة النّفس القدسيّة المسمّاة بالعقل المستفاد- لبعض أشخاص البشر، و هم
المؤيّدون من اللّه تعالى بجودة الذهن و لطف القريحة بحيث يقع