مستقلا بنفسه غنيا عن السبب مبدأ لاستقلال كل مستقل؟ فأولى بالتعجب
حيث صدر مثل هذا الكلام عن[1]مثل
ذلك الإمام.
(قال:فإن قيل فتتباين الوجودات. قلنا: بمعنى عدم التصاديق غير محال، و
بمعنى عدم المتشارك في مفهوم الكون غير لازم كأفراد الماشي)[2].
أي في إثبات المقدمة الممنوعة لو لم يكن الوجود طبيعة نوعية هي تمام
حقيقة الموجودات لزم التباين الكلي، بين الوجودات ضرورة أنها لا تشترك في ذاتي
أصلا، لامتناع تركب وجود الواجب، و اللازم باطل، لما ثبت من اشتراك الوجود معنى.
قلنا: إن أريد بالتباين عدم صدق بعضها على البعض فلا نسلم استحالته،
و ما ثبت من اشتراك الكل في مفهوم الوجود لا يقتضي تصادقها، و إن أريد عدم التشارك
في شيء أصلا فلا نسلم لزومه، و ما ذكر من عدم الاشتراك في تمام الحقيقة أو بعض
الذاتيات لا ينفي الاشتراك في عارض هو مفهوم الكون، و ذلك كأفراد إذ الماشي من
أنواع الحيوانات و أشخاصها يشترك في مفهوم الماشي، من غير تصادق بينها.
أدلة القائلين بكون الوجود نفس الماهية
(قال:و ذهب الشيخ إلى أن وجود كل شيء عينه، و الاشتراك لفظي، لأنه لو
أراد فقيامه إما بالمعدوم فيتناقض، أو بالموجودية فيدور، أو بوجود آخر فيتسلسل و
أيضا فهو إما معدوم فيتصف بنقيضه، و يتحقق في المحل ما لا تحقق له، أو موجود
فيتسلسل.
و أجيب عن الأول: بأن قيامه بالماهية من حيث هي. فإن قيل فيقوم
باللاموجود و هو أظهر في التناقض.