العنقاء ليس بموجود، و لا يصح سلب الماهية و ذاتياتها عن نفسها.
الثاني[1]:إفادة الحمل فإن حمل الوجود على الماهية المعلومة بالكنه يفيد فائدة
غير حاصلة بخلاف حمل الماهية و ذاتياتها.
الثالث[2]:اكتساب الثبوت، فإن التصديق بثبوت الوجود للماهية يفتقر إلى كسب و
نظر كوجود الجن مثلا بخلاف ثبوت الماهية و ذاتياتها لها.
الرابع[3]:اتحاد المفهوم، فإن وجود الإنسان و الفرس و الشجر مفهوم واحد و هو
الكون في الأعيان، و مفهوم الإنسان و الفرس و الشجر مختلف.
الخامس[4]:الانفكاك في التعقل، فإنا قد نتصور الماهية[5]و لا نتصور كونها أما في الخارج فظاهر، و أما في الذهن فلأنا لا نعلم
أن التصور هو الوجود في العقل، و لو سلم فلبديل، و لو سلم فتصور الشيء لا يستلزم
تعقل تصوره و لو سلم فيجوز أن يوجد في الخارج ما لا نعقله[6]أصلا و أيضا قد نصدق ثبوت الماهية و ذاتياتها لها بمعنى أنها هي من
غير تصديق بثبوت الوجود العيني أو الذهني لها، فأثرها لفظ التعقل ليعم التصور و
التصديق، و عبارة الكثيرين أنا نتصور ماهية المثلث و نشك في وجودها العيني و
الذهني، و يرد عليها الاعتراض بأنه لا يفيد المطلوب لأن حاصله أنا ندرك الماهية
تصورا و لا ندرك الوجود تصديقا، و هذا لا ينافي اتحادهما.
و اعلم أن هذه تنبيهات على بطلان القول بأن المعقول من وجود الشيء
هو المعقول من ذلك الشيء و بعضها يدل على ذلك في الواجب و الممكن جميعا،
[6]بمعنى أنا نتعقل الوجود أحيانا و لا
نتعقل تلك الماهية التي نسب لها ذلك الوجود و قد نتعقل الماهية و لا نتعقل وجودها
أما إذا اعتبرنا الماهية مع الوجود الخارجي فلأنا ندرك حقيقة المثلث مثلا و نذهل
عن وجوده الخارجي.