و أما الثاني: فلأن الجزء داخل في ماهية الكل، و ليس بداخل في ماهية
نفسه[1]، و مبنى اللزوم على أن
الوجود المطلق الذي فرض التركيب فيه ليس خارجا عن الوجودات الخاصة، بل إما نفس ماهيتها
ليلزم الثاني، أو جزء[2]مقوم لها ليلزم الأول، و إلا فيجوز أن تكون الأجزاء وجودات خاصة هي
نفس الماهيات أو زائدة عليها، و المطلق خارج عنها فلا يلزم شيء من المحالين، و إن
لم تكن الأجزاء وجودات فإما أن يحصل عند اجتماعهما أمر زائد يكون هو الوجود أو لا
يحصل، فإن لم يحصل كان الوجود محصن ما ليس بوجود و هو محال، و إن حصل لم يكن
التركيب في الوجود الذي هو نفس ذلك الزائد العارض بل في معروضه هذا خلف.
و تقرير الإمام في المباحث أنه لو تركب الوجود فأجزاؤه إن كانت
وجودية كان الوجود الواحد وجودات، و إن لم تكن وجودية فإن لم يحدث لها عند
اجتماعها صفة الوجود كان الوجود عبارة من مجموع الأمور العدمية،[3]و إن حدثت يكون ذلك المجموع مؤثرا في ذلك الوجود أو قابلا له فلا
يكون التركيب في نفس الوجود بل في قابله أو فاعله، و أما بالرسم فلما سبق من أنه
يفيد بعد العلم[4]باختصاص الخارج بالمرسوم و هذا متوقف على العلم به و هو دور و بما
عداه مفصلا و هو محال، و لو سلم فلا يفيد معرفة الحقيقة، و الجواب عن التقرير
الأول لدليل امتناع تركب الوجود النقض أي لو صح بجميع مقدماته لزم أن لا يكون شيء
من الماهيات مركبا لجريانه فيها بأن يقال أجزاء البيت إما بيوت و هو محال، و إما
غير بيوت، و حينئذ إما أن يحصل عند اجتماعها أمر زائد[5]. هو البيت فلا يكون التركيب في البيت، هذا خلف، أو لا يحصل فيكون
البيت محض