يكون الموجود محض ما ليس بموجود و الزائد على الشيء عارض، فلا يكون
التركيب فيه، و إما بالرسم فلما سبق ورد بالنقض الإجمالي لسائر المركبات.
و الحل بأن الأمر الحاصل يكون زائدا على كل لا على الكل، بل هو نفس
الكل فيكون التركيب فيه، و يكون الوجود محض ما ليس شيء من أجزائه بوجود كسائر
المركبات، و حديث الرسم قد سبق.
الثالث:أنه جزء وجودي و هو بديهي، و رد بأنه إن أريد التصور فممنوع أو
التصديق فغيره مفيد على ما سبق، و قيل لا يتصور أصلا.
كان الإمام[1]جعل
التصديق ببداهة تصور الوجود كسبيا فاستدل عليه بوجوه.
الأول:أن التصديق بأن الوجود و العدم متنافيان، لا يصدقان معا على أمر
أصلا، بل كل أمر فإما موجود أو معدوم، تصديق بديهي، و هو مسبوق بتصور الوجود و
العدم، فهو أولى بالبداهة. و الجواب: أنه إن أريد أن هذا الحكم بديهي بجميع
متعلقاته على ما هو رأي الإمام في التصديق فممنوع، بل مصادرة على المطلوب[2]، حيث جعل المدعي و هو بداهة
تصور الوجود جزءا من الدليل، و إن أريد أن نفس الحكم بديهي بمعنى أنه لا يتوقف بعد
تصور المتعلقات على كسب فمسلم، لكنه لا يثبت المدعي و هو بداهة تصور الوجود
بحقيقته لجواز الحكم أن يوجد[3]الحكم
البديهي مع عدم تصور الطرفين بالحقيقية بل بوجه ما و مع كون تصورهما كسبيا لا
بديهيا، و إنما قلنا في الأول فممنوع بل مصادرة و لم تقتصر على أحدهما تنبيها على
تمام الجواب بدون بيان المصادرة، و تحقيقا للزوم المصادرة بأن[4]بداهة كل جزء من أجزاء هذا
[1]يقول صاحب المواقف: قال الإمام
الرازي في المباحث المشرقية، علم الانسان بوجود نفسه غير مكتسب و الوجود جزء من
وجوده و العلم بالجزء سابق على العلم بالكل و السابق على غير المكتسب أولى بأن لا
يكون مكتسبا.