التعريف بها لو لم[1] يغايرها بالاعتبار و تحقيقه أن الأجزاء قد تتعلق بها تصورات متعددة
بأن تلاحظ واحدا على التفصيل و الترتيب، فيكون كاسبا أي حدا و قد يتعلق بها تصور
واحد بأن يلاحظ المجموع من حيث المجموع فيكون مكتسبا أي محدودا، و هذا معنى قولهم
في المحدود إجمال و في الحد تفصيل، و لا امتناع في أن يكون تصور المجموع مترتبا
على مجموع التصورات، و مسببا عنها.
فإن قيل: إذا كان مجموع
التصورات مفضيا إلى تصورات[2] المجموع، فإن كانت حاصلة كان هو أيضا حاصلا من غير أثر للنظر و
الاكتساب، و إن لم تكن حاصلة لم يصلح معرفا بل تكون مطلوبة و ينقل الكلام إلى ما
يحصلها، و كذا الكلام في التعريف ببعض الأجزاء أو بالخارج، بل في اكتساب
التصديقات.
قلنا: يجوز أن تكون
الأجزاء معلومة منتشرة في سائر المعلومات فيفتقر إلى النظر لاستحضار مجموعة مترتبة
بحيث تفضي إلى تصور الماهية و هذا معنى الاكتساب، و حاصله عائد إلى تحصيل الجزء
الصدري[3] بالحد، و على هذا فقس، و قال في
المواقف: قدحا في قولهم لمجموع، التصورات يحصل تصور المجموع، و الحق أن الأجزاء
إذا استحضرت مترتبة حتى حصلت فهى الماهية لا أن ثمة حصول مجموع يوجب حصول تصور
شيء آخر هو الماهية، و هذا كالأجزاء الخارجية، إذا حصلت كانت نفس المركب الخارجي
لا أمرا يترتب عليه المركب، و ظاهره غير قادح لأنهم لا يدعون أن مجموع الأجزاء أمر
يوجب حصوله[4] حصول أمر آخر هو تصور المجموع، أعني
تصور الماهية، فإن أراد نفي ذلك فباطل لا يشهد له ضرورة و لا برهان، بل يكذبه
الوجدان و لا عبرة بالقياس على الوجود الخارجي، لأنه لا حجر في تصرفات العقل فله
أن يلاحظ
[1] في (ب) بزيادة(تكن).
[2] في (ب) تصور.
[3] سقط من (أ) لفظ(الحد).
[4] سقط من (أ) كلمة(حصوله).