أورد عليه، و بعضهم نظر إلى[1] أن العلم صفة العالم، و الحصول صفة الصورة، فعدل إلى وصول النفس إلى
المعنى أخذا بما ذكره الرازي و غيره، أن أول مراتب وصول النفس إلى المعنى شعور،
فإذا حصل وقف النفس على تمام ذلك المعنى فتصور، فإذا بقي. بحيث لو أراد استرجاعه
بعد ذهابه أمكنه يقال له:
حفظ، و لذلك الطلب تذكر، و
لذلك الوجدان ذكر، و أنت خبير بأن حصول الصورة في الفعل أيضا صفة العالم[2] و منها أحد أقسام التصديق و هو ما
يقارن الجزم و المطابقة و الثبات فيخرج الطن و الجهل المركب و التقليد، و سيجيء
بيان ذلك. و منها ما يشمل[3] تصور المطابق و التصديق اليقيني على ما هو الموافق للعرف و اللغة، و
لهم فيه[4] عبارتان الأولى:[5] صفة يتجلى بها المذكور لمن قامت أي صفة[6] ينكشف بها ما يذكر[7]. و يلتفت إليه انكشافا تاما لمن قامت به تلك الصفة إنسانا كان أو
غيره، و عدل عن الشيء إلى المذكور ليعم الموجود المعدوم، و قد يتوهم أن المراد به
العلوم لأن في ذكر العلم ذكر المعلوم و عدل إليه تفاديا عن الدور، و بالجملة فقد
خرج الظن و الجهل إذ تجلى فيهما، و كذا اعتقادا المقلد لأنه عقدة على القلب و
التجلي و انشراح و انحلال للعقدة الثانية[8] صفة توجب تمييزا للمعاني لا يحتمل النقيض أي صفة تستعقب لخلق اللّه
تعالى لمن قامت به، تمييزا في الأمور العقلية كلية كانت أو جزئية، فيخرج مثل
القدرة و الإرادة، و هو ظاهر إدراك الحواس لأن تمييز في الأعيان و من
[1] في (ب) صفة للعالمالمشاهد.
[2] التجلي هو الانكشافالتام و لم يوجد في الظن و الوهم و الشك فأحرى الاعتقاد الفاسد، و كذا الاعتقادلأنه عقدة على القلب كما يشهد به الإحساس، و التجلي الذي هو الانكشاف التام هو حللكل عقدة على القلب بظهور الحقيقة.
[3] في (ب) و منها مايشمل التصور.
[4] في (ب) و لهم فيذلك.
[5] سقط من (أ) كلمةالأولى.
[6] سقط من (أ) كلمة(صفة).
[7] في (ب) ما ذكر.
[8] سقط من (أ)الثانية.