responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين نویسنده : الآمدي، سيف الدين    جلد : 1  صفحه : 489

و أما فى الملموسات: فما نجده من الحس بحرارة النار عند القرب منها، و برد الثلج عند القرب منه من غير اتصال.

و هو غير سديد؛ إذ أمكن أن يقال: سبب الذوق؛ إنما هو نفوذ طعم الحنظل في المسام البدنية إلى الحلق. و في الشم بسبب ما يحمله الهواء من الأجزاء اللطيفة من ذى الرائحة إلى المشم، حتى إنه لو كان المشموم في شي‌ء لا مساس فيه، و هو مسدود سدا مهندما؛ لما أدركت رائحته، أو أن ذلك بسبب خلق الله- تعالى- الرائحة في الهواء المجاور لذى الرائحة الواصل إلى المدرك، و كذلك فإن المدرك حره، و برده عند القرب من النار، و الثلج؛ إنما هو حر الهواء المسخن بالنار، و برد الهواء المبرد بالثلج؛ بل الأقرب في دفع ما قيل من الفرق أنه و إن وجد الإدراك لهذه الأمور عند الاتصالات؛ فليس إلا بحكم جرى العادة.

و أما أن يكون ذلك شرطا في الإدراك فلا. على ما بيناه في مسألة السمع و البصر [لله [1] تعالى [1]].

ثم ما ذكروه و إن كان ظاهرا في الإدراك بالذوق [2]، و اللمس [2]؛ فغير ظاهر في السمع و الشم.

و على هذا فإن قلنا بتعلق كل إدراك بكل موجود على ما هو مذهب الشيخ أبى الحسن الأشعرى؛ فليس ذلك مما يوجب اتحاد الإدراك كما في العلم؛ إذ ليست جهة التعلق في الكل واحدة؛ بل مختلفة على ما يجده كل عاقل من نفسه عند إدراكه للشى‌ء بالسمع، و البصر، و غير ذلك من الإدراكات. و هذا بخلاف العلم؛ فإن جهة تعلقه بجميع المعلومات واحدة؛ و هو معرفة المعلوم على ما هو عليه، و ذلك مما لا يختلف فيه تعلق العلم بالشي‌ء و ضده؛ فلذلك كانت الإدراكات مختلفة دون العلم. و اتحاد المتعلق؛ مع اختلاف جهة التعلق؛ لا يوجب اتحاد الإدراكات بدليل العلم، و القدرة، و الإرادة؛ فإنها لما اختلفت جهة تعلقها؛ كانت مختلفة. و إن كان متعلقها واحدا، و مما يتصل بهذه المقدمة إدراك الأكوان باللمس.


[1] ساقط من أ.
[2] فى ب (باللمس و الذوق).
نام کتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين نویسنده : الآمدي، سيف الدين    جلد : 1  صفحه : 489
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست