و أما كونه من أنواع «1» الإدراكات، أو العلوم؛ فمما لم يظهر لى بعد.
فإن قيل: فهل يجوز أن يخلق الله- تعالى- إدراكا خارجا عما ذكرتموه من الإدراكات، أم لا؟.
«2» قلنا: قد «2» اختلف أئمتنا أيضا في ذلك.
فمنهم: من منع.
و منهم: من جوز؛ و هو مذهب ضرار بن عمرو.
و الحق: أنه لا دليل قاطع على النفى، و الإثبات فلا سبيل إلى الجزم بأحدهما.
فإن قيل: فهل الإدراكات الحادثة مقدورة للبشر، (أم لا) «3»؟
قلنا: اتفق القائلون بها على أنها غير مباشرة القدرة «4» الحادثة، غير أن مذهب أصحابنا أنها مخلوقة لله- تعالى- على ما سيأتى «5».
و مذهب بعض البصريين من المعتزلة أن الرؤية منها حادثة بطريق التولد عند فتح العين؛ و هو باطل على ما يأتى أيضا في إبطال التولد «6»؛ و الله أعلم.