نام کتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين نویسنده : الآمدي، سيف الدين جلد : 1 صفحه : 242
أما الأولى: فلأن الخصم قد يمنع توقف الدخول
في الوجود على سابقة الترجيح [1]، و أنه لا معنى للترجيح إلا الدخول في الوجود دون
العدم، و كذلك بالعكس.
و عند هذا: فلا يكون الترجيح [2] سابقا على
الوجود؛ ليلزم ما [3] قيل من الدور [3].
كيف و أنه لو كان الترجيح سابقا على الوجود/؛
لكان صفة لغير الوجود حتى لا يفضى إلى الدور كما قرر. و لو كان كذلك؛ لكان الموصوف
به هو الراجح، لا نفس الوجود؛ و هو محال.
و أما الثانية: فإنما يلزم أن لو كان حصول
الرجحان مستندا إلى ذات الممكن، و أما إذا لم يكن مستندا إليها، و لا إلى غيرها؛ فلا.
و الحق في ذلك أن يقال: إذا ثبت أن الوجود
و العدم بالنسبة إلى ذات الممكن متساويان؛ فاحتياج وقوع أحد المتساويين إلى المرجح
معلوم بالضرورة؛ و لهذا فإن العاقل إذا رأى موضعا خليا عن العمارة و الأبنية المرتفعة،
ثم رآه مشغولا بها بعد ذلك، أو رأى صنعة محكمة؛ فإن عقله يضطره إلى العلم بوجود سبب
موجب لذلك. و لو جاز في العقل وجود أحد الجائزين دون الآخر من غير مرجح؛ لما كان كذلك.
و هذا مما لا يجد أحد من العقلاء في نفسه مخالفته، و لا مناكرته.
و على هذا: فما أوردوه من الشبه؛ فحاصله
يرجع إلى التشكيك في البديهيات؛ و هو غير مقبول.
و على تقدير القبول؛ فنجيب عن كل ما ذكروه.
قولهم: تأثير المؤثر فيه: إما في حال وجوده،
أو في حال عدمه.
قلنا: بل في حال وجوده، لا بمعنى أنه أوجده
[4] بعد وجوده. حتى يقال بتحصيل الحاصل؛ بل بمعنى أنه لو لا المؤثر؛ لما كان موجودا
في الحال [5] التى فرض كونه موجودا فيها.
قولهم: لو احتاج إلى المؤثر في وجوده؛ لاحتاج
إلى المؤثر في عدمه.
[1] فى ب (الترجح فإنه لا معنى للترجيح) [2] فى ب (الترجح) [3] فى ب (من الدور ما قيل) [4] فى ب (أوجد) [5] فى ب (الحالة)
نام کتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين نویسنده : الآمدي، سيف الدين جلد : 1 صفحه : 242