فأما
الشّروط العامة: فالعقل، و انتفاء أضداد النظر [2].
أما
اشتراط العقل: فلتعذر النظر دونه. و تحقيق ذلك يتوقف على بيان معنى العقل، و حقيقته؛
فنقول: اعلم أنّ اسم العقل: قد يطلق باعتبارات متعددة في الاصطلاحات:
فقد
يطلق بإزاء الماهية المجرّدة عن المادة و علائقها. و لم يتحاشوا من إطلاق اسم العقل-
بهذا الاعتبار- على البارى- تعالى- و على المعلول الصادر عنه، و المبادئ المجرّدة عن
المواد، و علائقها الصّادرة عنه، و بتوسطه. على ما يأتى شرحه و إبطاله [4].
و
قد يطلق على القوة التى بها التّوصل من المعلومات الكلّية إلى المجهولات المناسبة لها؛
و يسمى: العقل النظرى.
و
على القوة التى يتصرف بها بالفكرة [5] و الرّوية فيما يجب أن يفعل من الأمور الجزئية؛
و يسمى: العقل العملى.
و
على القوة التى بها استعداد الطّفل لإدراك الكتابة: فإن لم يكن قد حصل له العلم بمفردات
الكتابة؛ قيل لها العقل الهيولانى. و إن حصل له العلم بذلك: فإن كان يفتقر عند التركيب
إلى الفكرة و الرّوية؛ قيل لها العقل بالملكة. و إن لم يفتقر إلى الفكرة و الرّوية،
قيل [6]: العقل بالفعل.
و
على القوة التى بها إدراك المعلوم من غير تعلّم. و يقال لها العقل القدسى [7].
[1]
انظر شرح المواقف للجرجانى ص 110- 111، 128- 130 و شرح المقاصد للتفتازانى ص 23-
25. [2]
في ب (العلم). [3]
انظر الإشارات لابن سينا 2/ 359- 377. [4]
انظر الفرع الثانى في الرد على الفلاسفة الإلهيين ل 218 و ما بعدها. [5]
في ب (بالفكر). [6]
في ب (قيل لها). [7]
انظر المواقف للإيجي ص 145- المقصد العاشر: في مراتب العقل.
نام کتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين نویسنده : الآمدي، سيف الدين جلد : 1 صفحه : 128