responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل الشعائر الحسينية نویسنده : مجموعة من العلماء    جلد : 1  صفحه : 470

واتّساع نطاقه، وارتفاع رواقه، لم يجد له سبباً حقيقيّاً، وسرّاً جوهريّاً، سوى شهادة أبي عبد الله الحسين - صلوات الله عليه - بذلك الشكل الغريب، والوقع الهائل.

ولولا شهادته سلام الله عليه لكانت الشريعة أمويّة، ولعادت الملّة الحنيفيّة يزيدية، فحقّاً أقول: إنّ الإسلام علوي، والتشيّع حسيني.

أقول وحقاً ما أقول: إنّ مَن ليس له حبل ولاء خاصّ إلى علي صلوات الله عليه، فليس من الإسلام على شيء، ومن ليس له حبل ولاء خاصّ بالحسين سلام الله عليه فليس من التشيّع على شيء.

ولعلّ من هنا تجد أنّ لكلّ شيعي علقة خاصة مع الحسين(عليه السلام) ليست له مع غيره من سائر الأئمّة سلام الله عليهم، مع أنّه يعتقد بإمامتهم وفرض طاعتهم.

نعم، وقد كان لنفس النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ولذات الأئمّة(عليهم السلام) علقة خاصة بالحسين بخصوصه ليست لبعضهم مع بعض، فلقد كانت لهم لهجة خاصة بذكره، يعرفها من أنس بأخبارهم، ووقف على بعض أسرارهم.

وهذه ميّزة قد امتاز سلام الله عليه بها، ومزيّة قد تفرّد هو فيها. وكانوا جميعاً يشيرون إلى أنّ الحسين(عليه السلام) هو مستودع ذلك السرّ الإلهي الذي يستبين به الدين، ويميز الله به الخبيث من الطيّب، والحقّ من الباطل.

وما تبيّن الرشد من الغي والهدى من الضلال إلاّ بالحسين سلام الله عليه، وإلاّ فقد ارتبك الأمر بعد النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) على عامة المسلمين واختلط الحابل بالنابل[1] والحقّ بالباطل، سيّما بعد صلح أخيه الحسن سلام الله عليه، الذي كان


[1] هذا من أمثال العرب، قال اليوسي: الاختلاط معروف، والحابل الذي يصيد بالحبل، والنابل الذي يصيد بالنبل، فيضرب ذلك في اختلاط الرأي. زهر الأكم في الأمثال والحكم ١: ٢٢١.

نام کتاب : رسائل الشعائر الحسينية نویسنده : مجموعة من العلماء    جلد : 1  صفحه : 470
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست