ألستَ تزيد سخرية واستهزاء إذا رأيت أولئك الرجال بعد بكائهم وقوفاً في دار أعدّوها للنياحة، وصرفوا على تنظيمها المبالغ الطائلة من المال، قد جرّدوا عنهم الثياب إلى أوساطهم وحسروا عن رؤوسهم، وهم يضربون صدورهم ضرباً تُدمى به صدور كثير منهم، حزناً على ذلك الفقيد الذي طحنة البلاء وأكله الثرى[2]؟
ألستَ تعدّها من الأفعال الوحشيّة الهمجيّة؟
أفهل يصلح لعارف من الشيعة أن يمنعها جميعاً لذلك؟
ثم إنّه كان بين ظهرانينا - قبل دخول الأمم الأوروبية - عدد جمّ من غير المسلمين في كلّ مكان - وإنّ اختلفوا قلّة وكثرة، وزاد عددهم بأفراد الأمّة الإنكليزية الذين لايهمهم من أمر ديانة العناصر وعوائدهم شيئاً - ولا ينكرون على مراسم عادية ولا عبادية.
ونحن للآن مابلغنا عن أحد منهم الاستخفاف والاستهزاء، ولا شكّ أنّ صاحب المقالة لم يسمع ولم ير من أجنبي قط استهزاء، وإنّما ينقل له ذلك المستاؤون من أعمال الجعفريّة، وهم على الأغلب من أفراد (الجمعيّة الأمويّة)[3] التي تحقّقت أنّ لها فروعاً في بغداد والبصرة وغيرهما من عواصم العراق، وهم الذين يغرون أهل الدين ليقتلوه باسمه من حيث لايشعرون.
إنّ التأثّر بتمثيل المحزن طبيعي، إذ إنّه لازم لذات ذلك التمثيل وإن اختلف