responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل الشعائر الحسينية نویسنده : مجموعة من العلماء    جلد : 1  صفحه : 238

على دسته[1] الرحيب كملك على عرشه، ثمّ أخذت تلعب دورها في روحه وبدنه، فلا تلبث إلاّ كريثما تشرب الصهباء[2]، فتدبّ حتّى تبعث به إلى مركز جيشها المتألّب، كجندي جهّز بآخر طرز من آلات الفناء، وعند ذلك تهجم به في طليعة أنصارها، على سياج دينه الأقوم، وسرادقه[3] الأعظم; لتستطيح منه عمده الرفيع، وتستبيح من حرمته كلّ فظيع وشنيع.

بينما نجد شخص الدين الكريم قد أفرد في ميدانه، واصفرّت كفّه من أنصاره وأعوانه، وهو يدير بعينيه يميناً وشمالاً، فلا يجد الاّ من يخزّه[4] بسيفه، أو يركزه[5] برمحه، أو يستهدفه بسهمه، وكلّما احتوشت شخصه الموقر خباشات[6]من البشر، رفع عقيرته بالاستنصار، وصرخ منادياً بالويل والدمار، فلا يسمع من أبنائه إلاّ أصواتاً خافتة، وأنفاساً هافتة، لاتسمن من جوع ولا تؤمن من خوف.

وهكذا أصبح هذا الدين في وسط معترك رهيب، مفعم بالمخاطر والأهوال، مكتظّ بالخيل والرجال، محتشد بالأفاعي والصِلال[7]، مشتبك بالعصي والحبال،


[1] الدست، له عدة معاني والمراد به هنا صدر المجلس، ففي تاج العروس ٣: ٥٠ «دست» الدست: صدر المجلس. والمراد أنّ هذه الأضاليل والأباطيل هيمنت على صدر مجلس الشخص كناية عن هيمنتها عليه.

[2] الصهباء: الخمر، سمّيت بذلك للونها، الصحاح ١: ١٦٦، «صهب».

[3] السرادق: واحد السرادقات التي تمدّ فوق صحن الدار، الصحاح ٤: ١٤٩٦، «سردق».

[4] خزّه بسهمه واختزّه: أي طعنه، الصحاح ٣: ٨٧٧، «خزز».

[5] ركزت الرمح أركزه: غرزته في الأرض، الصحاح ٣:، ٨٨٠، «ركز».

[6] الخباشات من الناس: الجماعة من قبائل شتّى، تاج العروس ٩: ١٠١، «خبش».

[7] الصِلُّ: الحيّةُ التي لا تنفع منها ا لرقية، يقال: إنّها لَصِلُّ صَفاً: إذا كانت مُنكرة مثل الأفعى. ويقال للرجل إذا كان داهياً مُنكراً: إنّه لَصِلُّ أَصلال: أي حيّة من الحيّات. الصحاح ٥: ١٧٤٥ «صلل».

نام کتاب : رسائل الشعائر الحسينية نویسنده : مجموعة من العلماء    جلد : 1  صفحه : 238
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست