لِيَعْبُدُونِ)[١]
هي التظاهر بتلك العبودية الحقيقية
باستعمال أقصى مراتب الخضوع في الظاهر بجميع القوى والمشاعر مقروناً
باستحضار تلك الجواهر المكنونة ، والدّرر الثمينة ـ جوهرة العبودية ـ وهي
الخضوع والخشوع ، والسجود لذلك المنعم الذي أنعم علينا بنعمة الحياة.
وبعبارة أخرى : أنّ حقيقة العبادة هي
كون العبد في مقام الاعتراف والإذعان بالعبودية مقروناً بما يليق بها من
استعمال ما يدلّ على أقصى مراتب الخضوع والذلّة بالسجود والركوع.
غايته ، أنّ عامة الناس قصرت أفكارهم عن
اجتناب ذلك اللب واقتصروا على القشور من العبادة.
فالسؤال هنا : هل رأيت أحداً من زوّار
القبور يقصد أنّ القبر الذي يطوف حوله أو صاحبه الملحود فيه هو صانعه
وخالقه ، ويريد أن يتظاهر بالعبودية له خلال زيارته فيكون معبوداً له ؟! أو
سمعت أنّ أحداً يقول للقبر : يا خالقي ويا رازقي ويا معبودي ؟! كلاّ ثمّ
كلاّ.
وكيف كان فإنّ الأمر بخلاف ما تعتقده
الوهابية : إذ لو كان كذلك لما خفي على المسلمين وقد جرت سيرتهم العملية على ذلك.