نام کتاب : التقية في فقه أهل البيت عليهم السلام نویسنده : المعلم، محمد علي صالح جلد : 1 صفحه : 18
يوسف فتفسير قوله: أيتها العير إنكم لسارقون بالتقية غير واضح وسيأتي بعض التوضيح، نعم روى الثعلبي عن كعب قال: (يوسف) لا يمكنني حبسك إلاّ باشتهارك بأمر فظيع، فقال: لا أبالي إفعل ما تريد، فقال يوسف: أن أدس صاعي هذا في رحلك، ثمّ أنادي عليكم بالسرقة ليتهيّأ لي ردّك بعد تسريحك قال: افعل ...[1] .
وروى الصدوق في معاني الأخبار بسنده عن سفيان بن سعيد قال: سمعت
أبا عبد الله جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام يقول: عليك بالتقية، فإنها سنة إبراهيم الخليل، (إلى أن قال:) وإن رسول الله إذا أراد سفراً دارى بغيره، وقال صلي الله عليه و آله: أمرني ربي بمداراة الناس كما أمرني بإقامة الفرائض، ولقد أدّبني الله عزوجل بالتقية فقال: ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم[2] .
وهذه الرواية وإن جاءت بسند ضعيف إلاّ أن فيها تأييداً لما نحن فيه.
فإذا كانت التقية سنة إبراهيم الخليل وهو أحد أولي العزم ـ في مواطن
الخوف والدفاع، عن النفس ـ فما ظنك بغيره من سائر الناس؟ الأمر الذي يؤكد أن موضوع التقية يستوي فيه جميع بني البشر عند حدوث دواعيه.
٣ ـ التقية في زمان يوسف الصديقعليه السلام:
ونبي الله يوسف عليه السلام قد مارس التقية وهو في أوج عزه وسلطانه وقد أوتي الجمال والعلم والكمال وأصبح الآمر الناهي في دولة الفراعنة و ﴿قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم﴾[3] وقد مني بحسد إخوته وابتلي بمحن شديدة كان السجن أحب إليه وأهون مما لاقاه، وقد تحدث القرآن الكريم عن ذلك
[1] ـ قصص الأنبياء المسمى عرائس المجالس: ١٣٢ الطبعة الرابعة.
[2] ـ وسائل الشيعة ج ١١ باب ٢٤ من أبواب الأمر والنهي الحديث ١٦ .