فالفرق إذن بعيد بعد الأرض عن السماء بين كيفية أخذ الزكاة عند النبي والوصي ، وكيفيتها عند أبي بكر وعمّاله .
وهذا بنظرنا هو السبب الواقعي الذي جعل مناوئي أبي بكر يذكّرونه بكنيته القديمة ولقبه القديم (أبو الفصيل) (أبو الخلال) ، وذلك أ نّه لَهج ولَجّ بأخذ الإبل ، بل أخذ خصوص الإبل الجيّدة منها بالقَسْر ، فامتنع عليه بعض من امتنع لسيرته وسيرة عمّاله التعسفية وراحوا يذكّرونه بماضيه القديم دون الكنى والألقاب والمدائح المتأخرة التي كالها عليه أصحابه وأتباعه كيلاً جزافاً .
والذي يعزز ما قلناه أ نّهم لم ينعتوه بـ (أبي الدوانيق) لأن النزاع لم يكن حول النقدين ـ و إن كانت هي أعظم واشرف عند الناس من الإبل ـ ولا وصفوه بـ (أبي حبة) أو (أبي شعيرة) أو (أبي حنطة) أو أو ، بل وصفوه بما كان عليه في الجاهلية .
والنبي ـ كما حكي عنه ـ جاراه بكنية توافق كنيته السابقة ، لكنّها أشرف وأحسن من تلك ، ولم يكنه بأبي عبدالرحمن وأبي محمّد وأمثال ذلك ، وفي هذه التفاتة يجب الوقوف عنها .
نام کتاب : التسميات بين التسامح العلويّ والتوظيف الأمويّ نویسنده : الشهرستاني، السيد علي جلد : 1 صفحه : 455