نام کتاب : التسميات بين التسامح العلويّ والتوظيف الأمويّ نویسنده : الشهرستاني، السيد علي جلد : 1 صفحه : 377
تاريخ زواجها
اختلف المؤرّخون في تاريخ زواجها من الإمام علي ، فبعضهم قال : إنّ عليّاً تزوّجها بعد شهادة فاطمة مباشرة ـ بعد ثلاث ليال أو تسع ليال ـ مخالفين بذلك الوصية المشهورة عن الزهراء في زواجه من أُمامَة ، لكنّ القائلين بهذا القول
علّلوا كلامهم بعدم منافاة هذا الأمر مع وصيّة الزهراء ; لأ نّها(عليها السلام) لم تُوصِ
أن يتزوّج(عليه السلام) أُمامة بلا فصل بعد وفاتها[1] ، وهذا البعض سعى أن يؤيد كلامه بكلمة (ثم) الواردة في تاريخ الطبري والكامل لابن الأثير[2] ، وأ نّها دالّة
على الترتيب ; لأنّ الطبري قال : فأوّل زوجة تزوّجها فاطمة بنت رسول الله ولم يتزوّج عليها حتّى توفّيت عنده ... ثمّ تزوّج بَعْدُ أم البنين بنت حزام ...
ثم ... ثم .
لكنّي لا أقبل هذا الاستدلال ولا هذا التعليل ، لأنّ السيّدة فاطمة الزهراء استشهدت في النصف الأوّل من سنة 11 الهجرة ، فلو كان الإمام قد تزوّجها بلا فصل فقد خالف الوصية ونَفَى ضرورة الزواج من أُمامة ، علماً بأنّ العبّاس كان أكبر ولدها إذ ولد سنة 24 هـ ، وهذا ليشير إلى أنّه قد تزوّجها بعد أُمامة ، وخولة ، وأسماء ـ أ مّا الصهباء فقد ولدت له مبكّراً لكنّها بقيت أمّ ولد ـ وبذلك تكون أمّ البنين الزوجة الثالثة للإمام بعد الزهراء(عليها السلام) ـ إن كانت خولة قد توفيت لِكبر سنها[3] ـ لأنّ محمّد بن الحنفية هو أكبر من العباس يقيناً ، لكنهم اختلفوا فيمن هو الاكبر : هل عمر بن الصهباء ، أم العبّاس بن أم البنين ، فالبعض رجّح الأول ، والآخر الثاني .
وهناك رأي ثالث وهو أ نّه(عليه السلام) تزوّجها بعد أمامة مباشرة لأنّ أمامة لم تلد له ،