نام کتاب : حقوق الانسان عند الامام علي بن ابي طالب(عليه السلام) رؤية علمية نویسنده : غسان السعد جلد : 1 صفحه : 66
لتبقي على نفسك روحها التي بها قوامها ومالها الذي به قيامها وجاهها الذي به تمكنها وتصون بذلك من عرف من اوليائنا واخواننا فان ذلك افضل من ان تتعرض للهلاك وتنقطع به عن عمل الدين... واياك اياك ان تترك التقية التي امرتك بها فانك شاحط بدمك ودماء اخوانك وضررك على اخوانك ونفسك اشد من ضرر الناصب لنا الكافر بنا "[1] وحفاظا على الحياة البشرية اجاز الإمام التجاوز عليه باللسان من بعده حيث تكرر قوله "انكم سوف تعرضون على سبي فسبوني "[2].
اما المبدأ الثاني فليس بعيدا عن الأول ، بل هو امتداداً له ، فحينما يوجد تقاطع بين نصوص واوامر الشريعة مع الوجود الإنساني ، فالأولوية تكون اضطرارا لحفظ الحياة عند الإمام علي (ع) ، فالصلاة يمكن ان تقطع[3] والحلف بالله كذباً يجوز[4] والطبيب له ان يكشف على جسد المريضة[5] وقد تلغى العقوبة على امرأة زنت لتحفظ حياتها[6]، بل روى عن الإمام قوله: " لا قطع في طعام "[7] و " لا قطع في عام المجاعة "[8] فمهما كانت ملكية الافراد مهمة لكنها لا تعني شيئاً مقارنة بحق الانسان بالحياة ، ومن جهة اخرى نلاحظ ان الإمام تعامل مع روح النص الشرعي {والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما }[9] وذلك بتعطيل الحد في الحاجة
[1] ينظر : ابو منصور احمد بن علي بن ابي طالب الطبرسي ، الاحتجاج ، اشراف الشيخ ، جعفر السبحاني ، ج1، ط4 ، (طهران ، دار الاسوة ، 1424هـ) ، ص ص556-557 .