responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مزيل اللبس في مسألتي شق القمر و ردّ الشمس نویسنده : الخرسان، السيد محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 95

ففعل الشمس هذا هو آية من آيات الله تعالى، كما هو صريح قوله تعالى في نفس الآية المذكورة آنفاً: (ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ) ولو لم يكونوا في معرض الشمس شروقاً وغروباً ومع ذلك لم تصبهم الشمس، ولو لم تكن تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال لكانوا تعفّنوا، أليس هذا خرقاً لمسيرة الشمس عادة، ولو لم يكن في ذلك من آية لما ذكرها القرآن المجيد.

فقدرة القادر القدير هي التي جعلت الشمس تزاور عن كهفهم، وتميل في سيرها الطبيعي من دون أن يحسّ بها سائر الناس، وهم يعيشون تحت نورها كل يوم، وهي هي القدرة التي تحبس الشمس أو تردّها إلى الأفق عند اقتضاء الحكمة بحدوث تلك الآية، وهي المعجزة من دون أن يحسّ بها جميع أفراد من تحت الشمس، وسيأتي من الشواهد النقليّة على وقوع المعجزتين للنبي(صلى الله عليه وآله) ـ شق القمر وردّ الشمس ـ فهما صنوان في الذكر الحكيم، جلّ خالقهما ومقدّرهما أحسن تقدير .

ولنا في حدوث الكسوف والخسوف، وهما من الظواهر المعتادة رؤيتها في غالب السنين، ومع إحساس الناس الذين هم في مقابلة الجهة التي يحدث فيها الكسوف والخسوف، فإن غيرهم ممن ليسوا في واجهتها لا يحسّون بحدوثهما، وهذا أمر محسوس بالوجدان، ولا تحتاج معه إلى إقامة البرهان .

ومن ساوره الشك في ذلك فليلمّ قليلاً بحال ساكني القطبين الشمالي والجنوبي من الكرة الأرضية، حيث ينعدم النهار ستة أشهر في أحدهما، ومقابله انعدام الليل ستة أشهر في الآخر، (وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ)[1].


[1] الأعراف: 54 .

نام کتاب : مزيل اللبس في مسألتي شق القمر و ردّ الشمس نویسنده : الخرسان، السيد محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست