responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثمّ شيّعني الألباني نویسنده : الجاف، عبد الحميد    جلد : 1  صفحه : 122

فبقيتُ في تلك الدوامة وذلك القلق أتقدّم خطوة وأرجع خطوات، فإلى من أشكو، ومن يسمعني، ولمن أعرض ما توصّلتُ إليه، ومن يطّلع على مثل هذه الأمور التي تضرّ بي ولا تنفعني ولو دنيوياً أو اجتماعياً، ناهيك عن عدم توقّعي أو تخطّري يوماً ما أن يكون الحقّ مع الشيعة؛ فالشيعة قد كانوا مشركين في نظري غير موحّدين، ولا يؤمنون بهذا القرآن، ويكفّرِون كلّ السلف والصحبان، وللأئمةِ عُبّاَد، وهم للدين هُدّام، بل هم أخطر وأشرّ على الإسلام عندنا من اليهود وأهل الصلبان، بالإضافة إلى كونهم منبوذين في العراق محارَبين، فهم يُعتَبرون مواطنين من الدرجة الثانية، فلا يحقّ لهم بناء مسجد واحد أو حسينية أو قاعة للمناسبات ولعقد اللقاءات، بل إنّ الكثير من مساجدهم قد اغتصبها بعض السلفيين دون أن يستطيع الشيعة منعهم، بل لم يستطيعوا حتّى الاعتراض عليهم، وكذلك منعوا بيع وشراء واقتناء الكتب الشيعية، بل حتّى صلاة الشيعة يصعب أداؤها في الأماكن العامّة أو الحكومية، بل حُبس الكثير من الشيعة وأُعدموا بتهمة الانتماء إلى (حزب الدعوة) لمجرد صلاتهم في المساجد، خصوصاً أثناء الحرب مع إيران، وهكذا سماع إذاعة إيران والمحاضرة الدينية للشيخ الوائلي(رحمه الله) وغيره أمر لا يتمّ إلاّ بشقِّ الأنفس والمجازفة؛ فهذا قليل من كثير ممّا يعانيه الشيعة في العراق؛ فلا أدري ما الذي سيقنعني ويدفعني لأن أكون فرداً من هذه الجماعة المظلومة المغلوبة على أمرها، المسلوبة إرادتها وحقوقها، بل المسلوبة حقوقها وهي في وطنها التي من حقّها أن تعيش بكرامة ومساواة مع غيرها، وحريتها في اختيار عقيدتها وممارساتها الدينية، ويزداد الألم حينما نعلم بأنّهم يشكّلون الأغلبية الساحقة من السكان، وأراضيهم أغنى بقاع العراق على الإطلاق، وهم يعيشون الحرمان بكلّ معانيه، ويعانون الذل والهوان بسبب تسلّط أولئك المتسلّطين المتجبّرين الطغام، وبأوامر مباشرة من سادتهم المستعمرين الأمريكان، وتواطيء الطائفيين من الجيران.

نام کتاب : ثمّ شيّعني الألباني نویسنده : الجاف، عبد الحميد    جلد : 1  صفحه : 122
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست