نام کتاب : موسوعة الأسـئلة العقائدية نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 540
إنّ الإمام (عليه السلام) أجاب بحسب ما يقتضيه ظاهر القوم : " خاطبوا الناس على قدر عقولهم " ، وفي كلامه سرّ لا يكشف ، وإن أظهره ، ففي إظهاره كتمانه على الباحث الطالب للحقّ حمل المفاتيح ، والسير حتّى الوصول إلى الله ، وهو سبب الوجود مرتبة الإنسانية .
والسلام والصلاة على محمّد وآله .
( السيّد حسين الجزائري . إيران )
معنى الله نور السماوات والأرض :
السؤال: ما معنى هذه الآية الشريفة : { اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } ؟
الجواب : ذكر العلاّمة الطباطبائي (قدس سره) في تفسير هذه الآية ما نصّه :
" وقوله : { اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ }[1] النور معروف ، وهو الذي يظهر به الأجسام الكثيفة لأبصارنا ، فالأشياء ظاهرة به ، وهو ظاهر مكشوف لنا بنفس ذاته ، فهو الظاهر بذاته المظهر لغيره من المحسوسات للبصر .
هذا أوّل ما وضع عليه لفظ النور ، ثمّ عمّم لكُلّ ما ينكشف به شيء من المحسوسات على نحو الاستعارة ، أو الحقيقة الثانية ، فعدّ كُلّ من الحواس نوراً ، أو ذا نور ، يظهر به محسوساته كالسمع والشمّ والذوق واللمس .
ثمّ عمّم لغير المحسوس ، فعدّ العقل نوراً يظهر به المعقولات ، كُلّ ذلك بتحليل معنى النور المبصر إلى الظاهر بذاته المظهر لغيره .
وإذ كان وجود الشيء هو الذي يظهر به نفسه لغيره من الأشياء ، كان مصداقاً تامّاً للنور ، ثمّ لمّا كانت الأشياء الممكنة الوجود ، إنّما هي موجودة بإيجاد الله تعالى ، كان هو المصداق الأتم للنور .