ولمّا ترى أُمّ سلمة النبيّ (صلى الله عليه وآله) يقلّب شيئاً في كفّه ، ودموعه تسيل ، والحسين نائم على صدره ، تسأله عن ذلك ، فيقول (صلى الله عليه وآله) : " إنّ جبرائيل أتاني بالتربة التي يقتل عليها ، وأخبرني أنّ أُمّتي يقتلوه " [2] .
وكذلك يستيقظ رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يبكي ، فتقول له عائشة : ما يبكيك ؟
فيقول : " إنّ جبرائيل أراني التربة التي يقتل عليها الحسين .... يا عائشة والذي نفسي بيده ، إنّه ليحزنني ، فمن هذا من أُمّتي يقتل حسيناً بعدي " ؟! [3] .
فنحن نهتمّ بالحسين (عليه السلام) لاهتمام النبيّ (صلى الله عليه وآله) به ، ونبكي عليه لبكاء النبيّ عليه ، ونحزن عليه لحزن النبيّ عليه .
( ياسر العسبول . البحرين ... )
مظاهر العزاء قديمة جدّاً :
السؤال: من أين جاءت عادة التطبير التي يستخدمها بعض الناس للتعبير عن الحزن ؟
الجواب : إنّ غالب مظاهر العزاء ، ومبرزات الحزن والولاء ، من اللطم وضرب الزنجيل ، وضرب الطبول ، وغيرها قديمة جدّاً بقدم الواقعة .
ويعسر بيان أو تحديد فترة زمنية خاصّة بها ، إذ هي تختلف من مكان لآخر ، ومن زمن لغيره ، بحسب الظروف الاجتماعية ، والضغوط السياسية التي كانت تسمح لأبناء الطائفة إبراز مظاهر ولائهم .