responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبيل المستبصرين إلى الصراط المستقيم نویسنده : الحسيني، صلاح الدين    جلد : 1  صفحه : 43

بوادره حتّى دخل على خديجة فقال: زمّلوني، زمّلوني، فزمّلوه حتّى ذهب عنه الروع فقال: يا خدجة، ما لي؟... ثُمّ انطلقت به خديجة حتّى أتت به ورقة بن نوفل ابن أسد بن عبد العزّى بن قصي، وهو ابن عمّ خديجة أخو أبيها، وكان امرءاً تنصّر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العربي، فيكتب بالعربيّة من الإنجيل ما شاء الله أنْ يكتب، وكان شيخاً كبيراً قد عمي، فقالت له خديجة: أي ابن عمّ، اسمع من ابن أخيك، فقال ورقة: ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ما رأى، فقال ورقة: هذا الناموس الذي أنزل على موسى، يا ليتني فيها جذعا أكون حيّا حين يخرجك قومك، فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): أو مخرجي هم؟..."[1].

فهل يعقل أنّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) لم يكن يعلم بأنّ ما أنزل عليه كان النبوّة، وأنّ ورقة بن نوفل - النصراني - هو الذي أعلمه بذلك، وأنّه أعلم منه؟؟ وهل يعقل أنْ يرسل الله سبحانه وتعالى رسولاً لا يعرف الوحي من غير الوحي.

روى مسلم في صحيحه، حدّثني أحمد بن عمرو بن عبد اخ بن عمرو بن سراح، أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب قال: حدّثني عروة ابن الزبير أنْ عائشة زوجة النبيّ صلّى الله عليه وسلم أخبرته أنّها قالت: "ثُمّ كان أول ما بدئ به رسول الله صلّى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثُمّ حببّ إليه الخلاء، فكان يخلو بغار حراء يتحنث فيه وهو التعبّد الليالي أولات العدد قبل أنْ يرجع إلى أهله ويتزود لذلك، ثُمّ يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتّى فجئه الحقّ وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال اقرأ، قال: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطّني حتّى بلغ منّي الجهد، ثُمّ أرسلني فقال: اقرأ.

قال: قلت: ما أنا بقارئ، قال: فأخذني فغطّني الثانية حتّى بلغ منّي الجهد، ثُمّ


[1] صحيح البخاري 8: 67 ـ 68، واُنظره في البخاري أيضاً في 1: 3، 6: 88 .

نام کتاب : سبيل المستبصرين إلى الصراط المستقيم نویسنده : الحسيني، صلاح الدين    جلد : 1  صفحه : 43
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست