وروى في الحديث المتواتر أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) قال: سلمان منّا أهل البيت[2].
وهناك غير هذه الأسماء اللامعة مبشّر بالجنّة، ولكن لماذا اختزل حديث العشرة كلّ أولئك، واستبدلهم بغيرهم، حتّى أنّ اسم أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) قد وضع مع العشرة على استحياء، ففي أغلب الروايات كان اسم أمير المؤمنين (عليه السلام) في آخر القائمة.
ومن الملاحظ أنّ الأسماء المختزلة والمبشّرة بالجنّة على الحقيقة، أصحابها هم من أهل بيت النبيّ، أو من الصحابة الموالين لأمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) وشيعته، فكأنّ واضعي حديث العشرة عندما وضعوه أرادوا أنْ يطمسوا حقيقة معيّنة ولأسباب واضحة، من أجل أنْ يبرّروا أفعال معاوية وغيره من الصحابة للتغطيّة على فضيلة شيعة عليّ (عليه السلام) وأتباعه من الصحابة، وللتقليل من شأنهم، وبالمقابل رفع شأن أعداء أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) الذين قاتلوه وناصبوه العداء، فجعلوهم من أهل الجنّة، فاستبدلت الحقيقة بالتزييف والحقّ بالباطل. ويكفي بشارة بالجنّة لعليّ وشيعته قوله تعالى في سورة البينة { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ البَرِيَّةِ جَزاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ }[3].
روى ابن عساكر عن جابر بن عبد الله قال : كنّا عند النبيّ -، فأقبل عليّ
[1] المستدرك على الصحيحين 3 : 137، وأنظر تاريخ دمشق 10 : 451، وفيه بلال بدل سلمان، وأخرجه الترمذي بلفظ : انّ الجنّة تشتاق إلى ثلاثة : عليّ وعمار و سلمان. (سنن الترمذي 5 : 232).
[2] المستدرك على الصحيحين 3 : 598، المعجم الكبير للطبراني 6 : 213.