فلماذا تخفونها أشـدّ الإخفاء، وتتسـتّرون بها أشـدّ التسـتّر؟!
لماذا لا تجعلونها فخر دعوتكم وزينة جامعتكم بين الناس؟!
فهل تضيق أموالكم وهممكم عن اسـتنسـاخها ونشـرها؟!
أفأنتم وحسين علي ويحيى وعبّاس لا تملكون ـ فوق قوت يومكم ـ ما تسـتنسـخونها به لكي تنشـروها؟!
أفلا تنظرون إلى معاملة النصارى للعهد الجديد، ومعاملة المسـلمين للقرآن؟!
فإنّا ما سـمعنا بمثل هذا الإخفاء والتسـتّر في كلّ أُمّة وفي كلّ نحلة! وفي كلّ كتاب وفي كلّ ناشـئة!
فما هو السـبب في إخفائها وقد انتشـرت حرّية الأديان منذ سـنين عديدة؟!
أفلا تقول لهم: لماذا لا تُطْـلِعون عليها من يأتيكم ملبّياً لدعوتكم، طالباً لِما عندكم ; ليعرف رشـدَه من غيّه؟!
هداك الله! ما هذا الاتّباع الأعمى؟!
أفلا تقول لأصحابك: إنّ الناس يسـألوننا عن سـبب إخفائها هذا الإخفاء الشـديد، وينشـدوننا قول الشـاعر:
ويقولون: مهما بلغ الإخفاء بهذه الكتب، فإنّا رأيناها مجتمعة ومتفرّقة، فوجدناها تسـوء الأدب! تسـوء اللسـان العربي! تسـوء المعارف! تسـوء التوحيد! تسـوء الشـرائع! تسـوء الحكمة! تسـوء الفلسـفة! تسـوء الشـرف! تسـوء الاسـتقامة! تسـوء دعوتكم!!