يا أخي البَشَـري! ورجائي من الله أن يسـعدنا بالتوفيق..
فأدعوك يا أخي الديني! إنّك قد كنت معتنقاً لدين الإسـلام، معتقداً لمعارفه، مقرّاً برسـالة نبيّه، متديّناً بشـريعته، متمسّـكاً بكتابه، تابعاً لهدي أئمّته، جازماً بأنّ هذا كلّه حقّ اليقين، وعلى فطرته وُلِدتَ، وعلى انتحاله نشـأت.
وأراك انتحلت ـ جديداً ـ طريقة البابية، وهي مباينة لطريقة الإسـلام، مادّةً وصورةً، أُصولا وفروعاً، كتاباً وأحكاماً، فكان من حقّي عليك وحقّك علَيَّ أن أسـتقصي معك في السـؤال، وأمشـي معك حيث تبلغ الحاجة إلى الاسـتفسـار.
راجياً منك ما هو الحقّ عليك في هدي نفسـك، ودَعَوْتُك ـ لغيرك ـ أن لا تخفي علَيَّ ـ في سـير البحث والسـؤال ـ شـيئاً من نحلتك الجديدة، من أُصول العقائد، وفروع الأحكام، ومباني الأدلّة، وحقيقة الطريقة، بغير تورية، ولا إدماج، ولا إيهام.
فإنّ الإيضاح في البيان هو الواجب في سـبيل الحقّ، واتّباع الرشـد، وحسـن الطاعة، في صدق الدعوة، وإنارة البرهان، واجتناب الخداع والتدليس، الناشِـئَـيْن من وبال الضعف، ووهن الأسـاس، وداء الضلال.