144 ـ وأسـند الشيخ المفيد في (أماليه)، عن أبي سـعيد الخدري، عن رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ بعد ذِكر الفتنة وضلالها ـ قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): " ثمّ يبعث الله عزّ وجلّ رجلا [منّي و] من عترتي، فيملأ الأرض عدلا كما ملأها مَن كان قبله جوراً، وتخرج له الأرض أفلاذ كبدها، ويحثو المال حثواً ولا يعدّه [عدّاً] ، حتّى يضرب الإسـلام بجِرانه "[1].
بـيان:
جِران البعير: باطن رقبته[2]، يلقيه على الأرض إذا اسـتقرّ في إناخته وارتاح بالراحة، كما هو المشـاهد منه، فاسـتعير ذلك لتمكُّن الإسـلام واسـتقراره من بعد القلق والمتاعب من عواصف أهواء الضلال، وتبديل منتحليه له، وتلاعب أهوائهم بضروريّاته ومعلومات شـريعته.
145 ـ ومن خطبة لأمير المؤمنين في الملاحم، وتعرّض فيها للمهديّ وصفـته، قوله (عليه السلام): " يَعطِـفُ الهوى على الهـدى إذا عطفوا الهدى على الهوى، ويَعطِفُ الرأيَ على القرآنِ إذا عطفوا القرآنَ على الـرأي "[3].
146 ـ وقوله (عليه السلام): " وتخرج له الأرض من أفاليذ كبدها، وتلقي إليه سـلماً مقاليدها، فيريكم كيف عدل السـيرة، ويحيي ميت الكتاب
[1]لم أجده في أمالي المفيد، ووجدته في أمالي الطوسـي: 512 ـ 513 ح 1121 المجلس 18.