responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة من حياة المستبصرين نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية    جلد : 1  صفحه : 238
الذين غلبوا على أمرهم هم الموحّدون، فالآية فيها دلالة على جواز البناء على القبور وزيارتها، والمسجد إنّما يُتخذ ليؤتى على الدوام ويقصده الناس ليذكروا اسم الله عزّوجلّ فيه.

المرحلة الثانية: المنع لعلل يأتي ذكرها، ويستنبط ذلك من قوله(صلى الله عليه وآله وسلم): "كنت نهيتكم عن زيارة القبور، ألا فزوروها "[1]، ويتّضح من هذه الرواية أنّ المسلمين كانوا يزورون القبور، ثمّ ورد عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فيها المنع، ثمّ أذن لهم بعد ذلك في الزيارة.

ففي رواية ابن عباس عن النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم): " نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، ولا تقولوا هجرا "[2]، والهُجر هو الكلام القبيح المهجور لقبحه[3]، وهذا الحديث كأنّه يتضمّن علّة النهي أو بعضها، وهي أنّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) أراد إلغاء عادات الجاهليّة وتأسيس آداب إسلاميّة للزيارة.

ولعلّ نهي رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) في الفترة التي منع فيها زيارة القبور كان لكثرة قبور المشركين، وحيث أنّ الزيارة للقبر تزيد وتعمّق أواصر الارتباط بين الزائر والمزور، وتجدّد في النفوس روح الاقتداء بهم وإحياء آثارهم، أمر رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)بعدم زيارة القبور، ولما كثر المؤمنون بينهم وقوى الإسلام رخص الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) الزيارة باذن الله عزّوجلّ.

ولهذا ورد في قوله تعالى النهي عن القيام عند قبور المنافقين: (وَلا تُصَلِّ


[1] أنظر: صحيح مسلم، كتاب الجنائز: 2 / 672 (977)، سنن الترمذي: 2 / 357 (1054)، سنن النسائي: 4 / 89، المستدرك للحاكم: 1 / 530 (1385)، مصابيح السنة للبغوي: 568 / 1239.

[2] أنظر: المعجم الأوسط للطبراني: 2 / 115 (2709)، سنن النسائي: 4 / 89، السنن الكبرى للبيهقي: 4 / 129.

[3] أنظر: معجم مفردات ألفاظ القرآن للراغب: مادة (هجر).

نام کتاب : موسوعة من حياة المستبصرين نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية    جلد : 1  صفحه : 238
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست