أحرّم إلّا ما حرّم
الله في كتابه ، ثمّ قال : يا فاطمة بنت محمّد ويا صفية عمة رسول الله
أعملا لما عند الله فإنّي لا أغني عنكما من الله شيئاً) ثمّ قام من مجلسه
ذلك
فما انتصف النهار حتى قبضه الله » [١].
وروى ابن سعد أيضاً بسنده عن عبيد الله
بن عبد الله قال : « دخلت على عائشة فقلت لها حدثيني عن مرض رسول الله صلّى
الله عليه (وآله) وسلّم قالت : لما ثقل رسول الله صلّى الله عليه (وآله)
وسلّم فقال : (أصلّى الناس ؟) فقلت : لا هم
ينتظرونك يا رسول الله قال : (ضعوا لي ماء في المخضب) [٢]
قالت : ففعلنا فاغتسل ، ثمّ ذهب لينوء فأغمي عليه ثمّ أفاق ، فقال : (أصلى
الناس ؟) فقلت : لا هم ينتظرونك ، فقال
: (ضعوا لي ماء في المخضب) ، قالت : ففعلنا فاغتسل ثمّ ذهب لينوء فأغمي
عليه ، ثمّ أفاق فقال : (أصلى الناس ؟) فقلت : لا هم ينتظرونك والناس عكوف
في المسجد ينتظرون رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم لصلاة العشاء
الآخرة قالت : فأرسل رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم إلى أبي بكر
بأن يصلي بالناس ، فأتاه
الرسول فقال : إن رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم يأمرك أن تصلي
بالناس ، فقال أبو
بكر : وكان رجلاً رقيقاً يا عمر صلّ بالناس فقال عمر : أنت أحق بذلك فصلّى
أبو بكر
تلك الأيام ، ثمّ إنّ النبيّ صلّى الله عليه (وآله) وسلّم وجد من نفسه خفّة
، فخرج
بين رجلين أحدهما العباس ، فصلّى الظهر وأبو بكر يصلي بالناس. قالت : فلمّا
رآه أبو بكر ذهب ليتأخر فأومأ إليه النبيّ صلّى الله عليه (وآله) وسلّم أن
لا يتأخر ، وقال
لهما أجلساني إلى جنبه فأجلساه إلى جنب أبي بكر. قال : فجعل أبو بكر يصلي
وهو قائم