هذه حصيلة ما ورد في صور الحديث الّذي
تكثّرت وتكسّرت ، حتى يصعب على الرائي فيها تجميع أجزائها بصورة واحدة.
وهذا ما يدل على مدى التضبيب الّذي لفّ الهالة لتمييع الحالة ، وتضييع
القالة. ولكن لم يخف وجه الكراهية الّتي أبدتها المعارضة بشدة ، فهم الّذين
نابذوا الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
منذ بدء دعوته وحتى ساعة وفاته وما بينهما من مواقف ، وما بالهم نسوا أنّ الخير كان ويكون فيما كانوا يكرهون.
وبعد هذا هل يصح أن يقول علماء التبرير
أخيرهم العقاد وليس آخرهم ، إنّ النبيّ كان يحبّ أن يحبّ الناس عليّاً ، فهو يحبّه ويمهدّ له وينظر إلى غده ...
ثمّ يقول : وليس من الممكن ... وليس من الممكن ... ولابدّ لنا الآن من النظر في حال عمر وماذا أراد بقوله ؟
ماذا
قال عمر ؟
ليس من شك فيما قال عمر ، إذ نسب قول
النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
إلى الهجر : إنّ النبيّ يهجر ، إنّما يهجر رسول الله.
وليس من شك في أنّ علماء التبرير أضفوا
على جفاء هذه الكلمة ، نسيجاً أوهى من نسيج العنكبوت ، وألقوا ظلالاً ـ
وضَلالاً ـ من التشكيك في تحوير ما قال لسماجته ، وقد مرّ في صور الحديث ما
طرأ على الكلمة من تحريف شائن ، كما مرّ في أقوال علماء التبرير مقالة
متهالك مائن ، في تصريف الكلمة على وجوهها غير الصرفية ، فقالوا يهجر إلى
ليهجر ، إلى أهجر إلى هَجر هَجَر