١ ـ القرآن المجيد ما يؤكد ذلك كما في
قصة مريم عليهاالسلام
وذلك قوله تعالى : ( فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا
فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا * قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا * قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا )[١].
وكذلك في حديث ضيف إبراهيم المكرمين
وقولهم لزوجته : ( قَالُوا كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ )[٢].
وأوضح من ذلك ما جاء في سورة هود حيث
قال تعالى : ( وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا
لَبِثَ أَن جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ *
فَلَمَّا رَأَىٰ أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ
خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ *
وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ
وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ *
قَالَتْ يَا وَيْلَتَىٰ أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ
وَهَٰذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ *
قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ
وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ )[٣].
فإمرأة إبراهيم ـ سارة ـ رأت الملائكة
وضحكت وقالت لهم وقالوا لها ، فرؤية الملائكة والحديث معهم أمر ممكن وواقع ،
كما أنّه ليس مختصاً بالأنبياء وأهل الأنبياء كما قد يتوهم. فإن الملائكة
الّذين رأتهم سارة زوجة إبراهيم