تدعى الخزرج ـ إنكم
قد دعوتم محمداً إلى ما دعوتموه إليه ، ومحمد من أعز الناس في عشيرته يمنعه
والله من كان منا على قوله ومن لم يكن منا على قولـه منعة للحسب والشرف ،
وقد أبى محمّد الناس كلهم غيركم ، فإن كنتم أهل قوة وجلدٌ وبَصَرٌ بالحرب ،
واستقلال بعداوة العرب قاطبة فانها سترميكم عن قوس واحدة ، فارتؤوا رأيكمُ
وأئتمروا أمركم ولا تفرقوا إلّا عن ملأ منكم واجتماع ، فان أحسن الحديث
أصدقهُ. وأخرى صفوا إليّ الحرب كيف تقاتلون عدوكم ؟
فأجابوه ووصفوا له ما أراد فقال : أنتم
اصحاب حرب فهل فيكم دروع ؟ قالوا نعم شاملة. وعند البيعة كان العباس آخذاً بيد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
يؤكد له البيعة تلك الليلة على الانصار » [١].
وقال البلاذري في أنساب الأشراف فتكلم
العباس فقال : « يا معشر الأوس والخزرج قد دعوتم محمداً إلى ما دعوتموه
إليه ، ونحن عشيرته ولسنا بمسلميه ، فإن كنتم قوماً تنهضون بنصرته ، وتقوون
عليها ، وإلا فلا تغروه وأصدقوه ، فان خير القول أصدقُه » [٢].
وقال ابن هشام في سيرته : « كان أول
متكلم العباس بن عبد المطلب فقال : يا معشر الخزرج ـ وكانت العرب إنّما
يسمون هذا الحي من الأنصار الخزرج خزرجها وأوسها ـ إن محمداً منا حيث قد
علمتم ، وقد منعنا من قومنا ممن هو على مثل رأينا فيه ، فهو في عز من قومه ،
ومنعة في بلده ، وانه قد أبى إلّا
الانحياز