اختلف المؤرخون في وقت إسلامه ، فعن ابن
عساكر عن عمرو بن عثمان أنه أسلم ليلة الغار [١].
وفي
حديث الواقدي : أنّه أسلم وأسلمت
معه زوجته أم الفضل ، وعلى هذا يكون إسلامه بمكة قبل الهجرة ، لأن أم الفضل
ـ زوجته ـ كانت أول امرأة أسلمت بعد السيدة خديجة أم المؤمنين ، فهي ثانية
المسلمات السابقات ، وفي حديث أبي رافع مؤشر واضح على ذلك.
فإنّ أبا رافع كان مولى للعباس فوهبه
للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
قال : « كنت غلاماً للعباس ابن عبد المطلب وكان الإسلام قد دخلنا أهل البيت
، وأسلمت أم الفضل وأسلمتُ ، وكان العباس يهاب قومه ويكره خلافهم ، وكان
يكتم إسلامه ، وكان ذا مال كثير متفرق في قومه ، فخرج معهم إلى بدر وهو على
ذلك » [٢].
وفي الاستيعاب : انه أسلم قبل فتح خيبر
وكان يكتم إسلامه [٣].
وفي حديث الحجاج بن علاط [٤]
ما يشير بوضوح إلى أنه كان مسلماً يسرّه ما يفتح الله به على المسلمين ، وأظهر إسلامه يوم فتح خيبر.
وقيل : إن إسلامه كان قبل بدر ، وكان
يكتب بأخبار المشركين إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
وكان المسلمون يتقوّون به بمكة ، وكان يحب أن يقدم على النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
،
[٤]
حديث الحجاج بن
علاط مذكور في كتب التاريخ والسيرة في واقعة خيبر راجع طبقات ابن سعد ٤ ق١ /
١٠ ـ ١١ ، والسيرة النبوية لابن هشام ٢ / ٣٤٥ ـ ٣٤٦ ، وتاريخ
الطبري ٣ / ١٧ ـ ١٩ ، والمعرفة والتاريخ للفسوي ١ / ٥٠٧ ـ ٥٠٩.