responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مسند الإمام علي (ع) نویسنده : القبانجي، حسن    جلد : 1  صفحه : 195
فجعل ذلك مسطوراً في كثير من آيات كتابه، ولهذه العلّة قال الله تعالى: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوب أَقْفَالُهَا}[1] فترى من هو الإمام الذي يستحقّ هذه الصفة من الله عزّ وجلّ المفروض على الاُمّة طاعته، من لم يشرك بالله تعالى طرفة عين، ولم يعصه في دقيقة ولا جليلة قط؟ أم مَن أنفذ عمره وأكثر أيّامه في عبادة الأوثان، ثمّ أظهر الايمان وأبطن النفاق؟ وهل من صفة الحكيم أن يطهّر الخبيث بالخبيث، ويقيم الحدود على الاُمّة من في جنبه الحدود الكثيرة، وهو سبحانه يقول: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ}[2] أولم يأمر الله عزّ وجلّ نبيّه (صلى الله عليه وآله) بتبليغ ما عهده إليه في وصيّه وإظهار إمامته وولايته بقوله: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}[3] فبلّغ رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما قد سمع، وعلم أنّ الشياطين اجتمعوا إلى إبليس، فقالوا له: ألم تكن أخبرتنا أنّ محمّداً إذا مضى نكثت اُمّته عهده ونقضت سنّته، وإنّ الكتاب الذي جاء به يشهد بذلك، وهو قوله: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ}[4] فكيف يتمّ هذا وقد نصب لاُمّته عَلماً وأقام لهم إماماً؟ فقال لهم إبليس: لا تجزعوا من هذا فإنّ اُمّته ينقضون عهده ويغدرون بوصيّه من بعده، ويظلمون أهل بيته، ويهملون ذلك، لغلبة حبّ الدنيا على قلوبهم، وتمكّن الحميّة والضغائن في نفوسهم، واستكبارهم وعزّهم، فأنزل الله تعالى: {وَلَقَدْ صَدَقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقاًمِنَ الْمُؤْمِنِينَ}[5][6].


[1]ـ محمّد: 24.

[2]ـ البقرة: 44.

[3]ـ المائدة: 67.

[4]ـ آل عمران: 144.

[5]ـ سبأ: 20.

[6] البحار 69: 73; مستدرك الوسائل 11: 143 ح12660; رسالة المحكم والمتشابه: 56.

نام کتاب : مسند الإمام علي (ع) نویسنده : القبانجي، حسن    جلد : 1  صفحه : 195
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست