عند جملة من الصحابة والتابعين، حتّى أنّهم ليعلمون أن قاتله عمر بن سعد.
وحسبك ما نقله ابن الاثير، حيث ذكر مقتل عمر بن سعد في كامله، عن عبد الله بن شريك، قال: أدرك أصحاب الاردية المعلمة وأصحاب البرانس السود من أصحاب السواري، إذ مرّ بهم عمر بن سعد، قالوا: هذا قاتل الحسين، وذلك قبل أن يقتله.
قال: وقال ابن سيرين: قال علي لعمر بن سعد: «كيف أنت إذا قمت مقاماً تخير فيه بين الجنة والنار، فتختار النار»[1].
أترى الحسين (عليه السلام) كان جاهلاً بما عليه أصحاب السواري؟ كلاّ والله ما علم أصحاب البرانس السود ذلك إلاّ منه، أو من أخيه، أو من جدّه، أو من أبيه.
وقد أطلنا الكلام في هذا المقام، إذ لم نجد من وفاه حقه وخرج من عهدة التكليف بايضاحه، والحمد لله على التوفيق لتحرير هذه المسألة، وتقرير شواهدها وأدلّتها، على وجه تركن النفس إليه، ولا يجد المنصف بدّاً من البناء عليه، بل لا أظن أحداً يقف على ما تلوناه ثم يرتاب فيما قررناه.