فهل يمكن بعد هذا أن يبقى له أمل بنصرة أهل الكوفة، أو طمع في شيء من خيرهم؟! والله ما جاءهم إلاّ يائساً منهم، عالماً بكل ما كان منهم عليه.
وقد كتب وهو نازل بزبالة كتاباً قرىء بأمره على الناس وفيه:
«بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد، فانه قد أتانا خبر فظيع، قتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة وعبد الله بن بُقطر، وقد خذلتنا شيعتنا، فمن أحب منكم الانصراف فلينصرف ليس عليه منا ذِمام».
قال محمد بن جرير الطبري في تاريخ الاُمم والملوك: فتفرق الناس عنه تفرقاً، فأخذوا يميناً وشمالاً، حتى بقي في أصحابه الذين جاؤوا معه من المدينة.
قال: وإنّما فعل ذلك، لانه ظنّ إنما اتبعه الاعراب، لانهم ظنوا أنه يأتي بلداً قد استقامت له طاعة أهله، فكره أن يسيروا معه إلاّ وهم يعلمون علامَ يقدمون.
قال: وقد علم أنهم إذا بيّن لهم لم يصحبه إلاّ من يريد