فهو كسائر البشر
يُخطِىءُ ويُصيب ، وتستدلّون على خطئه في عدّة مناسبات بأحداث تروونها في صحاحكم!
فإذا كان الأمر كذلك ، فما هي حجّتكم
وما هو دليلكم في ادّعائكم التمسّك بكتاب الله وسنّة نبيّه ، ما دامت هذه السنّة
عندكم غير معصومة ، ويمكن فيها الخطأ؟
وعلى هذا الأساس فالمتمسّك بالكتاب
والسنّة على حسب معتقداتكم لا يأمن من الضلالة ، وخصوصاً إذا عرفنا بأنّ القرآن
كُلّه مفسَّرٌ ومُبَيّنٌ بالسنّة النبويّة ، فما هي حجّتكم في أنّ تفسيره وتبيانه
لم يكن مخالفاً لكتاب الله تعالى؟
قال لي أحَدهُم معبّراً عن هذا الرأي :
لقد خالف الرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
في القرآن في كثير من الأحكام حسب ما تقتضيه المصلحة.
قلتُ متعجّباً : أعطني مثلا واحداً على
مخالفته.
أجاب : يقول القرآن : (
الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِد مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَة )[١]
، بينما حكم الرّسول على الزاني والزانية بالرّجم ، وهو غير موجود في القرآن.
قلت : إنّما الرّجم على المحصن إذا زنى
، ذكراً كان أم أنثى ، والجلد على الأعزب إذا زنى ، ذكراً كان أم أنثى.
حرم الأُمة
الإسلامية منها ، فكيف يجرأون بعد هذا التفوّه بعصمته صلىاللهعليهوآله في تبليغ الرسالة؟!