فالوقت قد حان ، ولم يعد هناك مجالٌ
للانتظار ، قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال ، ونحن كلّنا في انتظار إمامنا
المهدي عليهالسلام
شيعة وسنّة ، وقد طفحت ببشارته كتبنا ، أليس هذا دليل كاف على وحدة مصيرنا.
فليس الشيعة إلاّ إخوانكم ، وليس أهل
البيت حكرة عليهم ، فمحمّد وأهل بيته صلىاللهعليهوآلهوسلم
هم أئمة المسلمين كافّة ، فلقد اتفقنا سنّة وشيعة على صحة حديث الثّقلين ، وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم « تركتُ
فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا أبداً كتاب الله وعترتي »[١] ، والمهدي من عترته ، أليس هذا دليل
آخر؟
والآن وقد ولّى عصر الظلمات ، وعصر
الظلم الذي لم يظلم أحداً بقدر ما ظلم أهل البيت عترة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، حتّى
لُعنوا على المنابر ، وقتلوا ، وسبيتْ نساؤهم وبناتهم على مرأى ومسمع من كلّ
المسلمين.
فقد حان الوقت لرفع المظلمة عن أهل
البيت النبوي ، ورجوع الأُمّة إلى أحضانهم الدّافئة التي مُلئتْ رأْفة ورحمة ،
وإلى حضيرتهم المُترعة التي مُلئتْ علماً وعملا ، وإلى ظلّ شجرتهم الباسقة التي
حازتْ فضلا وشرفاً ، فقد صلّى عليهم الله وملائكته ، وأمر المسلمين بذلك في كلّ
صلواتهم ، كما أمرهم بمودّتهم وموالاتهم.
وإذا كان فضل أهل البيت لا ينكره مسلم ،
وقد تغنّى به الشعراء على مرّ
[١] وقد أوضحنا في
بحث سابق بأنّ هذا الحديث لا يتعارض مع حديث كتاب الله وسنّتي; لأنّ كتاب الله
وسنّة رسوله هو كلام صامت ولابدّ لهما من ترجمان ومن مبيّن ، فالرسول يرشدنا بأنّ
المفسّر والمبيّن للقرآن والسنّة هم عترته من أئمة أهل البيت الذين يشهد المسلمون
كافة أنّهم مقدّمون على غيرهم في العلم والعمل. ( المؤلّف ).