وأنّه يكشف عن ساقه
لكي يعرفهُ المؤمنون [١]
، وأنّه يضحك ويتعجّب. وإلى غير ذلك من الرّوايات التي تجعل من الله جسماً
متحرّكاً ومتحوّلا ، له يدان ورجلان ، وله أصابع خمسة يضع على الأوّل منها السماوات
، وعلى الإصبع الثاني الأرضين ، والشجر على الإصبع الثالث ، وعلى الرابع يضع الماء
والثرى ، ويضع بقية الخلائق على الإصبع الخامس [٢]
، وله دار يسكُن فيها ، ومحمدٌ صلىاللهعليهوآلهوسلم
يستأذن للدخول عليه في داره ثلاث مرّات [٣]
، تعالى الله عن ذلك عُلوّاً كبيراً ، سبحان ربّك ربّ العزة عمّا يصفون.
والجواب على هذا عند أئمة الهُدى
ومصابيح الدّجى هو التنزيه الكامل لله سبحانه وتعالى عن المجانسة ، والمشاكلة ،
والتصوير ، والتجسيم ، والتشبيه ، والتّحديد ، يقول الإمام علي عليهالسلام في ذلك :
« الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته
القائلون ، ولا يُحصي نعماءهُ العادّون ، ولا يؤدّي حقّه المجتهدون ، الذي لا
يدركه بعد الهمم ، ولا ينالُه غوصُ الفطن ، الذي ليس لصفته حدّ محدود ، ولا نعت
موجود ، ولا وقتٌ معدود ، ولا أجل ممدُودُ ... فمن وصف الله سبحانه فقد قرنَهُ ، ومن
قرنَهُ فقدْ ثنّاهُ ، ومن ثنَّاهُ فقد جزّأه ، ومن جزّأه فقد جهلَه ، ومن جهلَهُ
فقد أشار إليه ، ومن أشار إليه فقد حَدَّهُ ، ومن حدّهُ فقد عَدَّهُ ، ومن قَال
فِيمَ فقدْ ضمَّنه ، ومن قال علامَ فقد أخلَى
[١] صحيح البخاري ٨
: ١٨٢ كتاب التفسير ، باب يوم يكشف عن ساق.
[٢] صحيح البخاري ٦
: ٣٣ كتاب التفسير ، باب قوله : ( وماقدروا الله حقّ قدره ).
[٣] صحيح البخاري ٨
: ١٨٣ كتاب التفسير ، باب قوله ( وعلّم آدم الأسماء كلها ) ، صحيح مسلم ١ : ١٢٤
كتاب الإيمان ، باب أدنى أهل الجنّة منزلة فيها.