أخرج البخاري في صحيحه في كتاب المغازي
، باب مرض النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
ووفاته.
ومسلم في صحيحه في كتاب السّلام ، باب
كراهة التداوي باللّدود :
عن عائشة قالت : لددْنَا[١] رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في مرضِهِ ،
فجعلَ يشيرُ إلينَا أن لا تلدّوني ، فقلنا : كراهية المريض للدّواء ، فلمّا أفاقَ
قال : ألم أنهَكُمْ أنْ تُلُدُّوني؟ قلنا : كراهية المريض للدّواء ، فقال : لا
يبْقَى أَحَدٌ في البيت إلاّ لُدَّ وأنَا أنظُرُ ، إلاّ العبّاس فإنَّهُ لم
يشْهَدْكُمْ.
عجيب أمر هذا النبىّ المفترى عليه ،
الذي جعله المفترون كالصبّي الذي يغرغروه الدّواء المرّ الذي لا يقبله ، فيشير
إليهم أن لا يلدوه ، ولكنّهم يغصبونه على ذلك رغم أنفه!
ولمّا يفيق يقول لهم : « ألم أنهكم أن
تلدّوني »؟ فيعتذرون له بأنهم ظنُّوا بأن النهي هو كراهية المريض للدّواء ، فيحكم
عليهم جميعاً بأن يُلَدُّوا ، وهو ينظر ليشفي غليله منهم ، ولا يستثني منهم إلاّ
عمّه العبّاس; لأنّه لم يكن حاضراً عملية اللّدود.
ولم تُكمل السيّدة عائشة نهاية القصة ،
وهل نفّذ النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
حُكْمَهُ فيهم أمْ لا ، وعلى طريق مَن وكيف تمّت عملية اللّدود بين النّساء
والرّجال الحاضرين.
[١] يقول ابن منظور
في لسان العرب ٣ : ٣٩٠ عن هذه العمليّة : « اللدُّ : هو أن يؤخذ بلسان الصّبي
فيمدُّ إلى أحد شقّيه ويوجر في الآخر الدّواء في الصدف بين اللّسان والشدق » (
المؤلّف ).