كما أخرج البخاري في صحيحه من كتاب
الاستقراض وأداء الدّين ، في باب الخصومات من جزئه الثالث صفحة ٨٨ :
عن عبد الملك بن ميسرة أخبرني قال :
سمعتُ النزّال ، سمعتُ عبد الله يقول : سمعت رجلا قرأ آيةً سمعتُ من النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم خلافها ،
فأخذتُ بيده فأتيتُ به رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، فقال : « كِلاكُما محسنٌ ».
قال شعبة أظنّه قال : لا تختلفوا ، فإنّ
من كان قبلكم اختلفوا فهلكُوا.
سبحان الله وبحمده! كيف يُقرُّ رسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
اختلافهم بقوله : « كلاكُما محسنُ »؟ ولا يرجع بهم إلى قراءة موحّدة تقطع دابر الاختلاف.
ثمّ بعد ذلك يقول لهم : لا تختلفوا
فتهلكوا ، أليس هذا هو التناقض؟ يا عباد الله افتونا يرحمكم الله ، وهل اختلفوا
إلاّ بإقراره هو ومباركته وتشجيعه!! كلاّ وحاش رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من هذا
التناقض ، والاختلاف الذي تنفُر منه العقول.
أفلا يتدبّرون القرآن الذي يقول : ( وَلَوْ
كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً )[١]؟!
وهل وقع اختلاف أكبر وأخطر على الأمّة الإسلامية من القراءات المتعدّدة التي غيّرت
معاني القرآن إلى تفاسير وآراء مختلفة ، فأصبحتْ آية الوضوء الواضحة مختلفاً
فيها؟!!
النبي صلىاللهعليهوآله
يتصرّف كالصّبيان! ويعاقب من لا يستحقّ العقوبة!