عن عطاء عن ابن عبّاس رضي الله عنهما
قال : قال رجلٌ للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
: زرتُ قبلَ أنْ أَرمي ( أي طفتّ بالبيت طواف الزيارة )؟ قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : « لا حرج
» ، قال آخر : حَلَقْتُ قبل أن أذْبحَ؟ قال : « لا حرج » ، قال آخر : ذبحتُ قبل أن
أرْمي؟ قال : « لا حرج ».
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص : أنّ
النبىَّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
بينما هو يخطبُ يوم النّحر إذ قام إليه رجُلٌ فقال : كنتُ أحسبُ يا رسول الله كذَا
وكذَا قبلَ كذَا وكذَا ، ثمّ قام آخر : فقال : يا رسول الله كنتُ أَحسبُ كذَا
وكذَا لهؤلاء الثلاث ( الحلق والنحر والرمي )؟ فقال النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : « افعلْ
ولا حرج لَهُنَّ كُلَّهنَّ يومَئذ » ، فَما سُئِلَ يومئذ عن شيء إلاّ قالَ افعل
افعل ولا حرج.
والغريب أنّك عندما تقرأ هذه الروايات
مستنكراً لها يجابهك بعض المعاندين بأنّ دين الله يسر وليس عسراً ، وأنّ الرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « يسّروا
ولا تعسّروا »[١].
وإنّها كلمة حقّ يراد بها باطلا ، لأنّه
ليس هناك شكاً في أنّ الله يريد بنا اليسر ولا يريد بنا العسر ، وما جعل علينا في
الدِّين من حرج ، ولكن فيما سطره ورسمه لنا من أحكام وحدود عن طريق القرآن الكريم
والسنّة النبويّة المطهّرة ، وأعطانا الرخّص اللاّزمة عند اقتضاء الحال ، كالتيمّم
عند فقدان الماء ، أو الخوف من الماء البارد ، وكالصّلاة جالساً عند الاقتضاء ، وكالافطار
وتقصير الصّلاة في السّفر.
[١] صحيح البخاري ١
: ٢٥ كتاب العلم ، باب من جعل لأهل العلم أياماً معلومة ، صحيح مسلم ٥ : ١٤١ كتاب
الجهاد والسير ، باب في الأمر بالتسيير وترك التغير.